كتاب شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري (اسم الجزء: 1)

وكلامه الأخير مردود، باتفاق الجميع على إثبات الأسماء الحسنى، قال الله تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (¬1) ، وقال تعالى: {لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى} (¬2) ، والأسماء المذكورة فيها صفات، ففي إثبات أسمائه إثبات صفاته" (¬3) .
قلت: كلام ابن حزم - رحمه الله - باطل، ولا حجة له فيما ذكر، لأن الصفة: مصدر وصفت الشيء أصفه وصفاً، وصفة، مثل: وعد، وعداً، وعدة.
فإذا قيل: إن الله بكل شيء عليم، وهو رحمن رحيم، وعلى كل شيء قدير، فالمعاني القائمة بالرب - تعالى - التي دل عليها هذا الكلام، من العلم، والرحمة والقدرة، هي الصفات المقصودة، وإنكار ذلك مكابرة، أو عناد وضلال، وإلحاد.
وقد دلت نصوص كتاب الله -تعالى - وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- والفطرة والعقل على ذلك، قال الله تعالى: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ} (¬4) .
وقال - تعالى -: {أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ} (¬5) ، وقال -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (¬6) . وقال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (¬7) .
وقال - تعالى-: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا} (¬8) .
¬_________
(¬1) الآية 180 من سورة الأعراف.
(¬2) الآية 8 من سورة طه.
(¬3) "فتح الباري" (13/356-357) .
(¬4) الآية 255 من سورة البقرة.
(¬5) الآية 166 من سورة النساء.
(¬6) الآية 58 من سورة الذاريات.
(¬7) الآية 8 من سورة المنافقون.
(¬8) الآية 7 من سورة غافر.

الصفحة 62