كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة (اسم الجزء: 1)

عَظِيما دَرَجَات مِنْهُ ومغفرة وَرَحْمَة فَهَذِهِ اربعة مَوَاضِع فِي ثَلَاثَة مِنْهَا الرّفْعَة بالدرجات لاهل الايمان الَّذِي هُوَ الْعلم النافع وَالْعَمَل الصَّالح وَالرَّابِع الرّفْعَة بِالْجِهَادِ فَعَادَت رفْعَة الدَّرَجَات كلهَا إِلَى الْعلم وَالْجهَاد اللَّذين بهما قوام الدّين الْوَجْه الْعشْرُونَ انه سُبْحَانَهُ اسْتشْهد بِأَهْل الْعلم والايمان يَوْم الْقِيَامَة على بطلَان قَول الْكفَّار فَقَالَ تَعَالَى وَيَوْم تقوم السَّاعَة يقسم المجرمون مَا لَبِثُوا غير سَاعَة كَذَلِك كَانُوا يؤفكون وَقَالَ الَّذين اوتو الْعلم والايمان لقد لبثتم فِي كتاب الله إِلَى يَوْم الْبَعْث فَهَذَا يَوْم الْبَعْث وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُم لَا تعلمُونَ الْوَجْه الْحَادِي وَالْعشْرُونَ انه سُبْحَانَهُ اخبر انهم اهل خَشيته بل خصهم من بَين النَّاس بذلك فَقَالَ تَعَالَى إِنَّمَا يخْشَى الله من عباده الْعلمَاء إِن الله عَزِيز غَفُور وَهَذَا حصر لخشيته فِي أولى الْعلم وَقَالَ تَعَالَى جزاؤهم عِنْد رَبهم جنَّات عدن تجرى من تحتهَا الانهار خَالِدين فِيهَا ابدا رضى الله عَنْهُم وَرَضوا عَنهُ ذَلِك لمن خشى ربه وَقد اخبر ان اهل خَشيته هم الْعلمَاء فَدلَّ على ان هَذَا الْجَزَاء الْمَذْكُور للْعُلَمَاء بِمَجْمُوع النصين وَقَالَ ابْن مَسْعُود رضى الله عَنهُ كفى بخشية الله علما وَكفى بالاغترار بِاللَّه جهلا الْوَجْه الثَّانِي وَالْعشْرُونَ انه سُبْحَانَهُ اخبر عَن امثاله الَّتِي يضْربهَا لِعِبَادِهِ يدلهم على صِحَة مَا أخبر بِهِ ان اهل الْعلم هم المنتفعون بهَا المختصون بعلمها فَقَالَ تَعَالَى وَتلك الامثال نَضْرِبهَا للنَّاس وَمَا يَعْقِلهَا إِلَّا الْعَالمُونَ وَفِي الْقُرْآن بضعَة واربعون مثلا وَكَانَ بعض السّلف إِذا مر بِمثل لَا يفهمهُ يبكي وَيَقُول لست من الْعَالمين الْوَجْه الثَّالِث وَالْعشْرُونَ انه سُبْحَانَهُ ذكر مناظرة إِبْرَاهِيم لابيه وَقَومه وغلبته لَهُم بِالْحجَّةِ وَأخْبر عَن تفضيله بذلك وَرَفعه دَرَجَته بِعلم الْحجَّة فَقَالَ تَعَالَى عقيب مناظرته لابيه وَقَومه فِي سُورَة الانعام وَتلك حجتنا آتيناها إِبْرَاهِيم على قومه نرفع دَرَجَات من نشَاء إِن رَبك حَكِيم عليم قَالَ زيد بن أسلم رضى الله عَنهُ نرفع دَرَجَات من نشَاء بِعلم الْحجَّة الْوَجْه الرَّابِع وَالْعشْرُونَ انه سُبْحَانَهُ أخبر انه خلق الْخلق وَوضع بَيته الْحَرَام والشهر الْحَرَام وَالْهدى والقلائد ليعلم عباده أَنه بِكُل شَيْء عليم وعَلى كل شَيْء قدير فَقَالَ تَعَالَى الله الَّذِي خلق سبع سموات وَمن الارض مِثْلهنَّ يتنزل الامر بَينهُنَّ لِتَعْلَمُوا ان الله على كل شَيْء قدير وان الله قد احاط بِكُل شَيْء علما فَدلَّ على ان علم الْعباد برَبهمْ وَصِفَاته وعبادته وَحده هُوَ الْغَايَة الْمَطْلُوبَة من الْخلق والامر الْوَجْه الْخَامِس وَالْعشْرُونَ ان الله سُبْحَانَهُ امْر اهل الْعلم بالفرح بِمَا آتَاهُم وَأخْبر انه خير مِمَّا يجمع النَّاس فَقَالَ تَعَالَى قل بِفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هُوَ خير مِمَّا يجمعُونَ وَفسّر فضل الله بالايمان وَرَحمته بِالْقُرْآنِ والايمان وَالْقُرْآن هما الْعلم النافع وَالْعَمَل الصَّالح وَالْهدى وَدين الْحق وهما افضل علم وافضل عمل الْوَجْه السَّادِس وَالْعشْرُونَ انه سُبْحَانَهُ شهد لمن آتَاهُ الْعلم بانه قد آتَاهُ خيرا كثيرا فَقَالَ تَعَالَى يُؤْتى الْحِكْمَة من يَشَاء وَمن يُؤْت الْحِكْمَة فقد اوتى خيرا كثيرا {قَالَ}

الصفحة 51