كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة (اسم الجزء: 1)

وَالْفُحْش وَسَببه موت الْقلب وَعدم نفرته من الْقَبِيح وكالحياء الَّذِي هُوَ الْمَطَر الَّذِي بِهِ حَيَاة كل شَيْء قَالَ تَعَالَى اَوْ من كَانَ مَيتا فاحييناه وَجَعَلنَا لَهُ نورا يمشى بِهِ فِي النَّاس كمن مثله فِي الظُّلُمَات لَيْسَ بِخَارِج مِنْهَا كَانَ مَيتا بِالْجَهْلِ قلبه فأحياه بِالْعلمِ وَجعل لَهُ من الايمان نورا يمشى بِهِ فِي النَّاس وَقَالَ تَعَالَى يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اتَّقوا الله وآمنوا بِرَسُولِهِ يُؤْتكُم كِفْلَيْنِ من رَحمته وَيجْعَل لكم نورا تمشون بِهِ وَيغْفر لكم وَالله غَفُور رَحِيم لِئَلَّا يعلم اهل الْكتاب ان لَا يقدرُونَ على شَيْء من فضل الله وان الْفضل بيد الله يؤتيه من يَشَاء وَالله ذُو الْفضل الْعَظِيم وَقَالَ تَعَالَى وَالله ولي الَّذين آمنُوا يخرجهم من الظُّلُمَات الى النُّور وَالَّذين كفرُوا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النُّور إِلَى الظُّلُمَات اولئك اصحاب النَّار هم فِيهَا خَالدُونَ وَقَالَ تَعَالَى وَكَذَلِكَ اوحينا اليك روحا من امرنا مَا كنت تَدْرِي مَا الْكتاب وَلَا الايمان وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نورا نهدي بِهِ من نشَاء من عبادنَا وانك لتهدي الى صِرَاط مُسْتَقِيم فَأخْبر انه روح تحصل بِهِ الْحَيَاة وَنور يحصل بِهِ الاضاءة والاشراف فَجمع بَين الاصلين الْحَيَاة والنور وَقَالَ تَعَالَى قد جَاءَكُم من الله نوروكتاب مُبين يهدي بِهِ الله من اتبع رضوانه سبل السَّلَام ويخرجهم من الظُّلُمَات الى النُّور باذنه ويهديهم الى صِرَاط مُسْتَقِيم وَقَالَ تَعَالَى فآمنوا بِاللَّه وَرَسُوله والنور الَّذِي انزلنا وَالله بِمَا تعْمل ون خَبِير وَقَالَ تَعَالَى يَا أَيهَا النَّاس قد جَاءَكُم برهَان من ربكُم وأنزلنا اليكم نورا مُبينًا وَقَالَ تَعَالَى قد انْزِلْ الله اليكم ذكرا رَسُولا يَتْلُو عَلَيْكُم آيَات الله مبينات ليخرج الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات من الظُّلُمَات الى النُّور وَقَالَ تَعَالَى الله نور السَّمَوَات والارض مثل نوره كمشكاة فِيهَا مِصْبَاح الْمِصْبَاح فِي زجاجة الزجاجة كَأَنَّهَا كَوْكَب درى يُوقد من شَجَرَة مباركة زيتونة لَا شرقية وَلَا غربية يكَاد زيتها يضيء وَلَو لم تمسسه نَار نور على نور يهدي الله لنوره من يَشَاء وَيضْرب الله الامثال للنَّاس وَالله بِكُل شَيْء عليم فَضرب سُبْحَانَهُ مثلا لنوره الَّذِي قذفه فِي قلب الْمُؤمن كَمَا قَالَ ابي بن كَعْب رضى الله عَنهُ مثل نوره فِي قلب عَبده الْمُؤمن وَهُوَ نور الْقُرْآن والايمان الَّذِي اعطاه إِيَّاه كَمَا قَالَ فِي آخر الْآيَة نور على نور يعْنى نور الايمان على نور الْقُرْآن كَمَا قَالَ بعض السّلف يكَاد الْمُؤمن ينْطق بالحكمة وان لم يسمع فِيهَا بالاثر فَإِذا سمع فِيهَا بالاثر كَانَ نورا على نور وَقد جمع الله سُبْحَانَهُ بَين ذكر هذَيْن النورين وهما الْكتاب والايمان فِي غير مَوضِع من كِتَابه كَقَوْلِه مَا كنت تدرى مَا الْكتاب وَلَا الايمان وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نورا نهدي بِهِ من نشَاء من عبادنَا وَقَوله تَعَالَى قل بِفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هُوَ خير مِمَّا يجمعُونَ ففضل الله الايمان وَرَحمته الْقُرْآن وَقَوله تَعَالَى اَوْ من كَانَ مَيتا فاحييناه وَجَعَلنَا لَهُ نورا يمشى بِهِ فِي النَّاس كمن مثله فِي الظُّلُمَات لَيْسَ بِخَارِج مِنْهَا وَقد تقدّمت هَذِه الايات وَقَالَ فِي آيَة النُّور نور على نور

الصفحة 54