كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة (اسم الجزء: 1)

وَهُوَ نور الايمان على نور الْقُرْآن وَفِي حَدِيث النواس بن سمْعَان رضى الله عَنهُ عَن النَّبِي ان الله ضرب مثلا صراطا مُسْتَقِيمًا وعَلى كَتِفي الصِّرَاط داران لَهما ابواب مفتحة على الابواب ستور وداع يَدْعُو على الصِّرَاط وداع يَدْعُو فَوْقه وَالله يَدْعُو الى دَار السَّلَام وَيهْدِي من يَشَاء الى صِرَاط مُسْتَقِيم والابواب الَّتِي على كَتِفي الصِّرَاط حُدُود الله فَلَا يَقع اُحْدُ فِي حُدُود الله حَتَّى يكْشف السّتْر وَالَّذِي يَدْعُو من فَوْقه واعظ ربه رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَهَذَا لَفظه والامام احْمَد وَلَفظه والداعي على رَأس الصِّرَاط كتاب الله والداعي فَوق الصِّرَاط واعظ الله فِي قلب كل مُؤمن فَذكر الاصلين وهما دَاعِي الْقُرْآن وداعي الايمان وَقَالَ حُذَيْفَة حَدثنَا رَسُول الله ان الامانة نزلت فِي جذر قُلُوب الرِّجَال ثمَّ نزل الْقُرْآن فَعَلمُوا من الايمان ثمَّ علمُوا من الْقُرْآن وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث ابي مُوسَى الاشعري رضى الله عَنهُ عَن النَّبِي مثل الْمُؤمن الَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن كَمثل الاترجة طعمها طيب وريحها طيب وَمثل الْمُؤمن الَّذِي لَا يقْرَأ الْقُرْآن كَمثل التمرة طعمها طيب وَلَا ريح لَهَا وَمثل الْمُنَافِق الَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن كالريحانة رِيحهَا طيب وطعمها مر وَمثل الْمُنَافِق الَّذِي لَا يقْرَأ الْقُرْآن كَمثل الحنظلة طعمها مرولا ريح لَهَا فَجعل النَّاس اربعة اقسام اهل الايمان وَالْقُرْآن وهم خِيَار النَّاس الثَّانِي اهل الايمان الَّذين لَا يقرءُون الْقُرْآن وهم دونهم فَهَؤُلَاءِ هم السُّعَدَاء والاشقياء قِسْمَانِ احدهما من اوتى قُرْآنًا بِلَا إِيمَان فَهُوَ مُنَافِق وَالثَّانِي من لَا اوتى قُرْآنًا وَلَا إِيمَانًا وَالْمَقْصُود ان الْقُرْآن والايمان هما نور يَجعله الله فِي قلب من يَشَاء من عباده وأنهما اصل كل خير فِي الدُّنْيَا والاخرة وعلمهما اجل الْعُلُوم وافضلها بل لَا علم فِي الْحَقِيقَة ينفع صَاحبه الا علمهما وَالله يهدي من يَشَاء الى صِرَاط مُسْتَقِيم الْوَجْه الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ ان الله سُبْحَانَهُ جعل صيد الْكَلْب الْجَاهِل ميتَة يحرم اكلها وأباح صيد الْكَلْب الْمعلم وَهَذَا ايضا من شرف الْعلم انه لَا يُبَاح إِلَّا صيد الْكَلْب الْعَالم واما الْكَلْب الْجَاهِل فَلَا يحل اكل صَيْده فَدلَّ على شرف الْعلم وفضله قَالَ الله تَعَالَى يَسْأَلُونَك مَاذَا أحل لَهُم قل احل لكم الطَّيِّبَات وَمَا علمْتُم من الْجَوَارِح مكلبين تعلمونهن مِمَّا علمكُم الله فَكُلُوا مِمَّا امسكن عَلَيْكُم واذْكُرُوا اسْم الله عَلَيْهِ وَاتَّقوا الله ان الله سريع الْحساب وَلَوْلَا مزية الْعلم والتعليم وشرفهما كَانَ صيد الْكَلْب الْمعلم وَالْجَاهِل سَوَاء الْوَجْه الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ ان الله سُبْحَانَهُ اُخْبُرْنَا عَن صَفيه وكليمه الَّذِي كتب لَهُ التوارة بِيَدِهِ وَكَلمه مِنْهُ اليه انه رَحل الى رجل عَالم يتَعَلَّم مِنْهُ ويزداد علما الى علمه فَقَالَ وَإِذ قَالَ مُوسَى لفتاه لَا أَبْرَح حَتَّى ابلغ مجمع الْبَحْرين اَوْ امضى حقبا حرصا مِنْهُ على لِقَاء هَذَا الْعَالم وعَلى التَّعَلُّم مِنْهُ فَلَمَّا لقِيه سلك مَعَه مَسْلَك المتعلم مَعَ معلمه وَقَالَ لَهُ هَل اتبعك على ان تعلمن مِمَّا علمت رشدا فبدأه بعد السَّلَام بالاستئذان على مُتَابَعَته وانه لَا يتبعهُ إِلَّا باذنه وَقَالَ على ان تعلمن مِمَّا علمت

الصفحة 55