كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة (اسم الجزء: 1)

عَنْهُم احوج مَا يكون الْعَامِل الى عمله وَهَذِه هِيَ الْمُصِيبَة الَّتِي لَا تجبر عياذا بِاللَّه واستعانة بِهِ وافتقارا وتوكلا عَلَيْهِ وَلَا حول وَلَا قُوَّة الا بِاللَّه وَقَوله موت الْعَالم مُصِيبَة لاتجبر وثلمة لَا تسد وَنجم طمس وَمَوْت قَبيلَة ايسر من موت عَالم لما كَانَ صَلَاح الْوُجُود بالعلماء ولولاهم كَانَ النَّاس كَالْبَهَائِمِ بل أَسْوَأ حَالا كَانَ موت الْعَالم مُصِيبَة لَا يجبرها الا خلف غَيره لَهُ وايضا فَإِن الْعلمَاء هم الَّذين يسوسون الْعباد والبلاد والممالك فموتهم فَسَاد لنظام الْعَالم وَلِهَذَا لَا يزَال الله يغْرس فِي هَذَا الدّين مِنْهُم خالفا عَن سالف يحفظ بهم دينه وَكتابه وعباده وَتَأمل إِذا كَانَ فِي الْوُجُود رجل قد فاق الْعَالم فِي الْغنى وَالْكَرم وحاجتهم الى مَا عِنْده شَدِيدَة وَهُوَ محسن اليهم بِكُل مُمكن ثمَّ مَاتَ وانقطعت عَنْهُم تِلْكَ الْمَادَّة فموت الْعَالم اعظم مُصِيبَة من موت مثل هَذَا بِكَثِير وَمثل هَذَا يَمُوت بِمَوْتِهِ أُمَم وخلائق كَمَا قيل:
تعلم مَا الرزية فقد مَال ... وَلَا شَاة تَمُوت وَلَا بعير
وَلَكِن الرزية فقد حر ... يَمُوت بِمَوْتِهِ بشر كثير وَقَالَ آخر
فَمَا كَانَ قيس هلكه هلك وَاحِد ... وَلكنه بُنيان قوم تهدما وَالْوَجْه الثَّامِن والاربعون مَا روى التِّرْمِذِيّ من حَدِيث الْوَلِيد بن مُسلم حَدثنَا روح بن جنَاح عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس رضى الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُول الله فَقِيه اشد على الشَّيْطَان من الف عَابِد قَالَ التِّرْمِذِيّ غَرِيب لانعرفه الا من هَذَا الْوَجْه من حَدِيث الْوَلِيد بن مُسلم قلت قد رَوَاهُ ابو جَعْفَر مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ اليقطيني حَدثنَا عمر بن سعيد بن سِنَان حَدثنَا هِشَام بن عمار حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم حَدثنَا روح بن جنَاح عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن ابي هُرَيْرَة عَن النَّبِي قَالَ الْخَطِيب والاول هُوَ الْمَحْفُوظ عَن روح مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس وَمَا أرى الْوَهم وَقع فِي هَذَا الحَدِيث إِلَّا من ابي جَعْفَر لَان عمر بن سِنَان عِنْده عَن هِشَام بن عمار عَن الْوَلِيد عَن روح عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد حَدِيث فِي السَّمَاء بَيت يُقَال لَهُ الْبَيْت الْمَعْمُور حِيَال الْكَعْبَة وَحَدِيث ابْن عَبَّاس كَانَا فِي كتاب ابْن سِنَان عَن هِشَام يَتْلُو احدهما الاخر فَكتب ابو جَعْفَر اسناد حَدِيث ابي هُرَيْرَة رضى الله عَنهُ ثمَّ عَارضه لسهو اوزاغ نظره فَنزل الى متن حَدِيث ابْن عَبَّاس فَركب متن هَذَا على اسناد هَذَا وكل وَاحِد مِنْهُمَا ثِقَة مَأْمُون برِئ من تعمد الْغَلَط وَقد رَوَاهُ ابو احْمَد بن عدي عَن مُحَمَّد بن سعيد بن مهْرَان حَدثنَا شَيبَان ابو الرّبيع السمان عَن ابي الزِّنَاد عَن الاعرج عَن ابي هُرَيْرَة رضى الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله لكل شَيْء دعامة ودعامة الاسلام الْفِقْه فِي الدّين والفقيه اشد على الشَّيْطَان من ألف

الصفحة 68