كتاب أبحاث هيئة كبار العلماء (اسم الجزء: 1)
عليه؛ لأن الظاهر إرادته، قال تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (¬1) وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (¬2)
2 - أن حديث عطاء بن يسار: «لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة: لغاز في سبيل الله (¬3) » الحديث، وهو حديث صريح مفسر لقوله تعالى: {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} (¬4) فيجب حمله عليه.
3 - ما ورد من الآثار الدالة على أن المقصود بسبيل الله: الجهاد ومن ذلك: ما ذكره الطبري في [تفسيره] قال: حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} (¬5) قال: الغازي في سبيل الله. وما ذكره السيوطي في تفسيره [الدر المنثور] ، قال: أخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله: {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} (¬6) قال: هم: المجاهدون. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله: {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} (¬7) قال: الغازي في سبيل الله.
¬__________
(¬1) سورة البقرة الآية 190
(¬2) سورة الصف الآية 4
(¬3) سنن أبو داود الزكاة (1635) ، سنن ابن ماجه الزكاة (1841) ، مسند أحمد بن حنبل (3/56) ، موطأ مالك الزكاة (604) .
(¬4) سورة التوبة الآية 60
(¬5) سورة التوبة الآية 60
(¬6) سورة التوبة الآية 60
(¬7) سورة التوبة الآية 60
القول الثاني: أن المراد بسبيل الله: الغزاة والحجاج والعمار، وقد قال بهذا القول مجموعة من العلماء من مفسرين ومحدثين وفقهاء.
وفيما يلي بعض من أقوالهم:
قال ابن كثير: وأما في سبيل الله، فمنهم: الغزاة الذين لا حق لهم في الديوان، وعند الإمام أحمد والحسن وإسحاق: والحج من سبيل الله؟ للحديث. اهـ (¬1)
¬__________
(¬1) [تفسير القرآن العظيم] ، (2\ 366) .
الصفحة 111
736