كتاب أبحاث هيئة كبار العلماء (اسم الجزء: 1)

{وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (¬1) أو الجهاد {وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (¬2) أو القتال أو القتل: {يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} (¬3) ، {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ} (¬4) أو المخمصة أو الضرب وما يشبهها.
¬__________
(¬1) سورة الحج الآية 58
(¬2) سورة البقرة الآية 218
(¬3) سورة التوبة الآية 111
(¬4) سورة البقرة الآية 154
فما المراد بسبيل الله في القرآن:
إن السبيل في اللغة هو: الطريق، وسبيل الله هو: الطريق الموصل إلى رضاه ومثوبته، وهو الذي بعث الله النبيين ليهدوا الخلق إليه، وأمر خاتم رسله بالدعوة إليه {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} (¬1) النحل، وأن يعلن في الناس {هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} (¬2)
وهناك سبيل آخر مضاد هو سبيل الطاغوت. وهو الذي يدعو إليه إبليس وجنوده، وهو الذي ينتهي بصاحبه إلى النار وسخط الله، وقد قال الله تعالى مقارنا بين الطريقين وأصحابهما: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ} (¬3)
وسبيل الله دعاته قليلون، وأعداؤه الصادون عنه كثيرون
¬__________
(¬1) سورة النحل الآية 125
(¬2) سورة يوسف الآية 108
(¬3) سورة النساء الآية 76

الصفحة 139