كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (اسم الجزء: 1)

لكن تركه أفضل إذا تيسر علاج آخر، وهكذا الكي تركه أفضل إذا تيسر علاج آخر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «الشفاء في ثلاث: كية نار، أو شربة عسل، أو شرطة محجم، وما أحب أن أكتوي (¬1)».
وفي اللفظ الآخر قال: «وأنا أنهى أمتي عن الكي (¬2)». فدل ذلك على أن الكي ينبغي أن يكون هو آخر الطب عند الحاجة إليه، فإذا تيسر أن يكتفى بغيره من الأدوية فهو أولى، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كوى بعض أصحابه عليه الصلاة والسلام، فإذا دعت الحاجة إلى الكي فلا كراهة، وإن استغنى عنه بدواء آخر مثل شربة عسل أو شرطة محجم، يعني الحجامة أو قراءة أو دواء آخر، كان أفضل من الكي، فالمقصود أن قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يسترقون ولا يكتوون (¬3)» لا يدل على التحريم وإنما يدل على أن هذا هو الأفضل، عدم الاسترقاء يعني عدم طلب الرقية وعدم الكي، هذا هو الأفضل، ومتى دعت الحاجة إلى الاسترقاء أو الكي فلا حرج ولا كراهة في ذلك.
" ولا يتطيرون ": التطير هو التشاؤم بالمرئيات أو المسموعات، والتطير الشرك من عمل الجاهلية، فهؤلاء السبعون يتركون ما حرم الله عليهم من الطيرة وما كره لهم من الاسترقاء والكي عند عدم الحاجة
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب الحجامة من الشقيقة والصداع، برقم 5702.
(¬2) أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب الشفاء في ثلاث، برقم 5680.
(¬3) صحيح البخاري الطب (5752)، صحيح مسلم الإيمان (220)، سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (2446)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 271).

الصفحة 69