كتاب العقد المنظوم في الخصوص والعموم (اسم الجزء: 1)

أنه بحسب المستقبل إجماعا، والإجماع على أن هذه الألفاظ في مشتركي زماننا وسراقهم وزناتهم حقيقة.
وإذا ظهر لك الفرق بين كون المشتق محكوما به أو متعلق الحكم، اندفع عنك اشكال عظيم جدا، وهو السؤال الوارد على هذه النصوص كلها.
ولما عرض لي هذا السؤال أقمت مدة طويلة من الزمان لا أجد له جوابا- وأنا أستشكله واستصعبه- وكذلك جماعة من الفضلاء، حتى فتح الله (علي) بهذا الجواب وهذا الفرق، فذكرته لهم، فأستحسنوه وسروا به.
وحينئذ يظهر لك أن قوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت}، وقوله تعالى: {إنه لا يحب المسرفين} يتناول في هذه النصوص متعلق الحكم، لا أن صفاتهم محكم بها، بخلاف قوله تعالى: {يا أيها الناس}، و {يا أيها الذين آمنوا} و {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم}، فإن المعنى ها هنا محكوم به، لا أنه متعلق الحكم. ويظهر لك أن قوله تعالى: {وما أرسلناك إلا كافة للناس} أنه عام في الناس إلى يوم القيامة، وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام: (بعثت إلى الناس كافة)، و (بعثت إلى الأحمر

الصفحة 546