كتاب التعليق الكبير في المسائل الخلافية بين الأئمة ت الفريح (اسم الجزء: 1)
فليجعلْهما (¬1) واحدة، وإن شك في الثنتين والثلاث، فليجعلْهما اثنتين، حتى يكون الوهم في الزيادة" (¬2)، وهذا نص في البناء على اليقين، وعلى أن المراد به: فليقصد الصواب، كما قال الله تعالى: {فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا} [الجن: 14]؛ أو قصدوا رشدًا (¬3).
والصواب: هو البناء على اليقين، فكأنه قال: فليقصد البناء على اليقين، وتكون الدلالة على هذا حديث أبي سعيد، وعبد الرحمن بن عوف، وهما مفسران.
واحتج: بما روى أبو داود (¬4) عن النُّفَيلي (¬5)، عن محمد بن سلمة، عن خُصَيف (¬6)، عن أبي عبيدة (¬7) بن عبد الله، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
¬__________
(¬1) في الأصل: فيجعلهما، والتصويب من المسند.
(¬2) مضى تخريجه (1/ 376).
(¬3) كذا في الأصل، ولعلها: [أي] بدل [أو]، ينظر: تفسير البغوي (5/ 161).
(¬4) في سننه، كتاب: الصلاة، باب: من قال: يُتمُّ على أكبر ظنه، رقم (1028).
(¬5) هو: عبد الله بن محمد بن علي بن نُفَيل، أبو جعفر، النفيلي الحراني، قال ابن حجر: (ثقة حافظ)، توفي سنة 234 هـ. ينظر: التقريب ص 340.
(¬6) ابن عبد الرحمن الجزري، أبو عون، قال ابن حجر: (صدوق، سيئ الحفظ)، توفي سنة 136 هـ. ينظر: التقريب ص 180.
(¬7) ابن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، مشهور بكنيته، قال ابن حجر: (والأشهر أنه لا اسم له غيرها، ويقال: اسمه: عامر، كوفي، ... والراجح أنه لا يصح سماعه من أبيه)، وروايته في الكتب الستة، توفي بعد الثمانين من =