كتاب التعليق الكبير في المسائل الخلافية بين الأئمة ت الفريح (اسم الجزء: 1)
نص على هذا في رواية أبي داود (¬1)، فقال: يسجد ما دام لم يخرج من المسجد، وكذلك نقل صالح عنه: أنه قال: يسجد ما لم يخرج من المسجد، فإن خرج، لم يسجد (¬2).
وروى عنه حنبل، وصالح أيضًا: يسجدهما بعد الكلام، قيل له: فإذا تباعد؟ قال: وإذا تباعد، سلم النبي - صلى الله عليه وسلم - من ثنتين (¬3)، ورُوي من ثلاث (2)، فخرج ثم عاد، فبنى على صلاته (¬4). وكذلك نقل عنه ابن منصور: أنه قال: يسجدهما بعد الكلام، قيل له: فإذا تباعد؟ قال: في حديث عمران بن حصين - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل الحجرة، فخرج فبنى (¬5).
فظاهر هذا: أنه يسجد، وإن تطاولَ وتشاغلَ.
وقال أبو حنيفة - رحمه الله -: يسجد ما لم يتكلم، ولم يخرج من المسجد (¬6).
¬__________
(¬1) في مسائله رقم (391).
(¬2) لم أجدها، وروى مثلها عبد الله في مسائله رقم (408).
(¬3) مضى تخريجه ص 200 و 201.
(¬4) لم أقف على رواية حنبل، ولا رواية صالح، وينظر: رؤوس المسائل للهاشمي (1/ 173)، والمستوعب (2/ 281)، والفروع (2/ 333)، وتصحيح الفروع (2/ 333 و 334).
(¬5) في مسائله رقم (241)، وحديث عمران - رضي الله عنه - مضى تخريجه في ص 201.
(¬6) ينظر: مختصر اختلاف العلماء (1/ 276)، وتحفة الفقهاء (1/ 344).