كتاب أحكام القرآن لبكر بن العلاء - ط جائزة دبي (اسم الجزء: 1)

١٦ - قال اللَّه عز وجل: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ}
قال أبو سعيد الخدري: نزلت هذه الآية يوم بدر، ولم يكن لهم فئة ينحازون إليها، لأن الفئة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو معهم، فليس يجوز لهم التولي عنه، ولا أن يرغبوا بأنفسهم عن نفسه إذا حضر، ثم زال ذلك في بعوثه، وصار المسلمون بعد بدر ينحازون إلى فئة (¬١).
وقال ابن عمر: كنت في جيش فلقينا العدو فانحرفنا، فقلنا يا رسول اللَّه: نحن الفَرّارون؟ قال: "بل أنتم العَكّارون، بل أنتم العَكّارون، لا تفعلوا، أنا فئتكم" (¬٢).
وقال عمر -رضي اللَّه عنه-: أنا فِئَتكم، وأنا فِئة كل مُسلم (¬٣).
وقال عطاء: هذه الآية منسوخة (¬٤).
---------------
(¬١) رواه ابن جرير في تفسيره (٦/ ٢٠٠).
(¬٢) رواه الإمام أحمد في مسنده في مواطن منها رقم ٥٣٨٤، وأبو داود برقم ٢٦٤٧، كتاب: الجهاد، في التولي يوم الزحف (ت الأرناؤوط)، والترمذي برقم ١٧١٦، أبواب: الجهاد، باب: ما جاء في الفرار من الزحف، وقال: "هذا حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن أبي زياد"، وقال أيضًا: "والعَكَّار: الذي يفر إلى إمامه لينصره، ليس يريد الفرار من الزحف"، وأصله في اللغة من العكر، وهو: الكَرُّ، فيُرى أنه فَرَّ، لكنه يعطف ويكِرُّ على العدو، انظر اللسان (١٠/ ٢٤٠).
(¬٣) رواه ابن جرير في تفسيره (٦/ ٢٠١)، وابن أبي حاتم تفسير (٥/ ١٦٧١).
(¬٤) رواه ابن جرير في الموضع السابق.

الصفحة 578