كتاب مغني المحتاج - الفكر (اسم الجزء: 1)

كتاب بيان أحكام (الطهارة)
اعلم أن الكتاب لغة معناه الضم والجمع يقال كتبت كتبا وكتابة وكتابا ومنه قولهم تكتبت بنو فلان إذا اجتمعوا وكتب إذا خط بالقلم لما فيه من اجتماع الكلمات والحروف فهو إما مصدر لكن لضم مخصوص أو اسم مفعول بمعنى مكتوب كقولهم هذا درهم ضرب الأمير أي مضروبه
أو اسم فاعل بمعنى الجامع لما أضيف إليه
قال أبو حيان ولا يصح أن يكون مشتقا من الكتب لأن المصدر لا يشتق من المصدر
وأجيب بأن المزيد يشتق من المجرد
واصطلاحا اسم لجملة مختصة من العلم ويعبر عنها بالباب وبالفصل أيضا فإن جمع بين الثلاثة قيل الكتاب اسم لجملة مختصة من العلم مشتملة على أبواب وفصول غالبا والباب اسم لجملة مختصة من الكتاب مشتملة على فصول غالبا والفصل اسم لجملة مختصة من الباب مشتملة على مسائل غالبا
والباب لغة ما يتوصل منه إلى غيره والفصل لغة هو الحاجز
والكتاب هنا خبر مبتدأ محذوف مضاف إلى محذوفين كما قدرته وكذا كل كتاب وباب وفصل بحسب ما يليق به
وإذ قد علمت ذلك فلا احتياج إلى تقدير ذلك في كل كتاب أو باب كما فعلت في شرح التنبيه بعدما ذكر اختصارا
والطهارة بالفتح مصدر طهر بفتح الهاء وضمها والفتح أفصح يطهر بالضم فيهما
وهي لغة النظافة والخلوص من الأدناس حسية كالأنجاس أو معنوية كالعيوب يقال تطهر بالماء وهم قوم يتطهرون أي يتنزهون عن العيب
وشرعا تستعمل بمعنى زوال المنع المترتب على الحدث والخبث وبمعنى الفعل الموضوع لإفادة ذلك أو لإفادة بعض آثاره كالتيمم فإنه يفيد جواز الصلاة الذي هو من آثار ذلك والمراد هنا الثاني لا جرم
وقد عرفها المصنف في مجموعه مدخلا فيها الأغسال المسنونة ونحوها بأنها رفع حدث أو إزالة نجس أو ما في معناهما وعلى صورتهما
وقوله وعلى صورتهما يعلم به أنه لم يرد بما في معناهما ما يشاركهما في الحقيقة ولهذا قال وقولنا أو ما في معناهما أردنا به التيمم والأغسال المسنونة
____________________

الصفحة 16