كتاب جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة (اسم الجزء: 1)

قصبهما، لين عصبهما، تعقد إن شئت منهما الأنامل، وتركب الفصوص في حفر المفاصل، وقد تربع في صدرها حقان، كأنهما رمانتان، يخرقان عليها ثيابها، تحت ذلك بطن طوي كطي القباطي1 المدمجة، كسي عكنًا2 كالقراطيس المدرجة3 تحيط تلك العكن بسرة كمدهن4 العاج المجلو، خلف ذلك ظهر كالجدول، ينتهي إلى خصر، لولا رحمة الله لانبتر، تحته كفل5 يقعدها إذا نهضت، وينهضها إذا قعدت، كأنه دعص6 رمل، لبده سقوط الطل، يحمله فخذان لفاوان7 كأنهما نضيد الجمان تحتهما ساقان، خدلتان8 كالبردي، وشيتا بشعر أسود، كأنه حلق الزرد، يحمل ذلك قدمان، كحذو اللسان، فتبارك الله مع صغرهما كيف تطيقان حمل ما فوقهما، فأما ما سوى ذلك فتركت أن أصفه؛ غير أنه أحسن ما وصفه واصف بنظم أو نثر"؛ فأرسل الملك إلى أبيها فخطبها، فزوجه إياها9.
"العقد الفريد 3:235، ومجمع الأمثال 2:143، وجمهرة الأمثال 2: 27".
__________
1 القباطي "بضم الأول مع تشديد الآخر" وقباطي "بفتح الأول مع تخفيف الآخر" جمع قبطية "بالضم على غير قياس وقد تكسر": ثياب كنان بيض رقاق كانت تعمل في مصر.
2 العكن: جمع عكنة "كفرصة" وهي ما انطوى وتثنى من لحم البطن سمنًا.
3 المطوية.
4 المدهن: قارورة الدهن.
5 عجز.
6 الدعص: الكثيب من الرمل المجتمع.
7 اللفاء: الفخذ الضخمة "والضخمة الفخذين".
8 ساق خدلة: ممتلئة صخمة "والحدالة المرأة الغليظة الساق المستديرتها وفي العقد: "خد لجتان".
"بفتح الخاء والدال وتشديد اللام" والخدلجة: المرأة الممتلئة الذراعين والساقين.
9 في مجمع الأمثال وجمهرة الأمثال، أن الذي تزوج أم إياس هو الحارث بن عمرو، والحارث هذا هو جد امرئ القيس، وذكر صاحب العقد أن الذي تزوجها هو عمرو بن حجر، وأنها ولدت له الحارث بن عمرو جد امرئ القيس غير أنا نلاحظ أنه قال في مقدمة هذا الوصف: "ثم أقبلت عصام إلى الحارث؛ فقال لها: ما وراءك ياعصام؟ ... إلخ".

الصفحة 144