كتاب جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة (اسم الجزء: 1)
"طغى من كانت له ولا يوجد" قيل: فما مائة من الحمر؟ قالت: عازبة1 الليل، وخزي المجلس، لا لبن فيحلب، ولا صوف فيجز، إن ربط عيرها2 أدلى، وإن ترك ولى، وقيل لها: من أعظم الناس في عينك؟ قالت: "من كانت لي إليه حاجة".
"سرح العيون ص184".
وقالت: "أخبث الذئاب ذئب الغضا3، وأخبث الأفاعي أفعى الجدب، وأسرع ظباء الحلب4، وأشد الرجال الأعجف5، وأجمل النساء الفخمة الأسيلة6، وأقبح النساء الجهمة القفرة7، وآكل الدواب الرغوث8، وأطيب اللحم عوذه9، وأغلظ المواطئ الحصى على الصفا، وشر المال مالًا يزكى10 ولا يذكي11، وخير المال سكة مأبورة12، أو مهرة مأمورة13".
"مجمع الأمثال 1: 174".
__________
1 يقال جمل عازب: أي لا يروح على الحي من العزوب: وهو الغيبة والذهاب، وقولها: خزى المجلس، أي بما تحدثه من النهيق المزعج والإدلاء.
2 العير: الحمار "وغلب على الوحشي"، وأدلى: أي أخرج قضيبه ليبول أو يضرب.
3 الغضا: شجر له جمر يبق طويلًا.
4 الحلب: نبت، قال حمزة: "العرب تسمى ضروبًا من البهائم بضروب من المراعي تنسبها إليها؛ فيقولون: ظبي الحلب، وتيس الربلة "والربل محركة نبات شديد الخضرة"، وشيطان الحماطة "والحماطة كسحابة: شجر شبيه بالتين، أحب شجر إلى الحيات".. إلخ وذلك كله على قدر طباع الأمكنة والأغذية العاملة في طباع الحيوان.
5 من العجف بالتحريك وهو ذهاب السمن.
6 الطويلة المسترسلة.
7 الجهمة: مؤنث الجهم وهو الوجه الغليظ المجتمع السمج، والفقرة: القليلة الفقر بالتحريك: أي الشعر.
8 الرغوث: كل مرضعة كالمرغث.
9 ما عاذ بالعظم من اللحم.
10 زكى كرضى نما وزاد كزكا يزكو.
11 ذكى تذكية: سمن وبدن "بضم الدال".
12 السكة: السطر من النخل، والمأبورة: المصلحة، من أبرت النخل آبره إذا لقحته وأصلحته.
13 مأمورة: أي كثيرة الولد، من آمرها الله أي كثرها، وكان ينبغي أن يقال مؤمرة، ولكنه أتبع مأبورة -اقرآ كتاب بلاغات النساء ص57 فصلًا طويلًا في كلام هند بنت الخس وأختها جمعة.