كتاب جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة (اسم الجزء: 1)
وضفت عليك النعم الرغاب1، نحن أولو الآكال2، والحدائق والأغيال3، والنعم الجفال4، ونحن أسهار الأملاك، وفرسان العراك -يوري عنهم أنهم من بكر بن وائل-".
فقال سواد: "والسماء والأرض، والغمر والبرض5، والقرض والفرض6، إنكم لأهل الهضاب الشم، والنخيل العم7، والصخور الصم، من أجأ العيطاء، وسلمى ذات الرقبة السطعاء8".
قالوا: إنا كذلك، وقد خبأ لك كل رجل منا خبئًا؛ فتخبرنا باسمه وخبيئه؛ فقال لبرج: أقسم بالضياء والحلك9، والنجوم والفلك، والشروق والدلك10، لقد خبأت برثن فرخ11، في إعليط مرخ12، تحت آسرة الشرخ13" قال: ما أخطأت شيئًا؛ فمن أنا؟ قال: أنت برج بن مسهر، عصرة الممعر14، وثمال المحجر15".
__________
1 الضافي: السابغ الكثير، ويقال: خير فلان ضاف على قومه: أي سابغ عليهم، والرغاب: الواسعة الكثيرة جمع رغيبة.
2 الآكل: جمع أكل "كقفل وعنق" الرزق والحظ من الدنيا.
3 الأغيال جمع غيل كشمس: وهو الماء الجاري على وجه الأرض.
4 الجفال: الكثيرة.
5 الغمر: الماء الكثير، ويقال: رجل غمر الخلق إذا كان واسع الخلق سخيًّا، والبرض: الماء القليل، ويقال فلان يتبرض حقه. أي يأخذه قليلًا قليلًا.
6 القرض: ما تعطيه لتقضاه، والفرض: ما فرضته على نفسك فوهبته أوجدت به لغير ثواب.
7 الشم: الطوال، وكذا العم.
8 أجأ وسلمى: جبلا طيئ، والعيطاء: الطويلة، وكذا السطعاء.
9 الحلك: شدة السواد.
10 دلكت الشمس دلوكًا: غربت أو اصفرت، والدلك وقت الدلوك.
11 البرثن: ظفر كل ما لا يصيد من السباع والطير مثل الحمام والضب والفأرة فإذا كان مما يصيد، قيل لظفره مخلب.
12 المرخ: شجر تقدح منه النار، والإعليط: وعاء ثمر المرخ، والعرب تشبه به آذان الخيل.
13 الآسرة والإسار: القد الذي يشد به خشب الرحل، وشرخًا الرحل جانباه.
14 الممعر: الذي ذهب ماله، والعصرة: الملجأ والمنجاة.
15 الثمال: الغياث الذي يقوم بأمر قومه، والمحجر: الملجأ "بصبغة اسم المفعول" المضيق عليه.