كتاب وفيات الأعيان (اسم الجزء: 1)

من بلخ وكان من أولاد الملوك، روى عن جماعة من التابعين كأبي إسحاق السبيعي وأبي حازم وقتادة ومالك بن دينار والأعمش وأبان (1) ، واشتغل بالزهد عن الرواية وكان يكون بالكوفة ثم بالشام؛ مر به يوماً بريد وهو ينطر كرماً فقال: ناولني من هذا العنب، فقال: ما أذن لي صاحبه، فقلب السوط وجعل يقنع رأسه، فطأطأ إبراهيم رأسه وقال: اضرب رأساً طال ما قد عصىالله، قال: فانخذل ومضى.
وقال شقيق البلخي: قال لي إبراهيم أخبرني عما أنت عليه، فقلت: إذا رزقت أكلت وإذا منعت صبرت، قال: هكذا تعمل كلاب بلخ عندنا (2) . قلت له: فكيف (3) تعمل أنت قال: إذا رزقت آثرت وإذا منعت شكرت.
وكان إبراهيم في البحر وهبت ريح (4) واضطربت السفن وبكى الناس فقيل لبعضهم (5) : هذا إبراهيم بن أدهم لو سألته أن يدعو الله، وكان (6) قائما في ناحية من السفينة ملفوف رأسه، فدنا إليه وقال: يا أبا إسحاق، ماترى ما فيه الناس فرفع رأسه وقال: اللهم قد أريتنا قدرتك فأرنا رحمتك، فهدأت السفن.
قال رجل لبشر بن الحارث: إني أحب أن أسلك طريق إبراهيم بن أدهم، قال: لا تقوى، قال: ولم قال: لأن إبراهيم بن أدهم عمل ولم يقل وأنت قلت ولم تعمل.
قال أبو سليمان الداراني: صلى إبراهيم خمس عشرة صلاة بوضوء واحد، وتوفي سنة140في الجزيرة وحمل إلى صور فدفن هناك، رحمه الله تعالى ونفعنا ببركاته، إنه على مايشاء قدير] .
__________
(1) وأبان: زيادة من د وحدها.
(2) عندنا: زيادة من د.
(3) ج: كيف.
(4) د: الريح.
(5) د: فقال بعضهم.
(6) د: قال وكان.

الصفحة 32