كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 1-2)

كان أحب إليَّ من إسلام الخطاب لو أسلم، وما بي إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إسلام الخطاب قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "اذهب به يا عباس إلى رحلك، فإذا أصبحت فأتني به" فذهبت به إلى رحلي فبات عندي، فلما أصبح غدوت به إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما رآه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عرض عليه الإسلام فتلكأ، فقال له العباس: ويحك, أسلم قبل أن يضرب عنقك، قال: فشهد شهادة الحق وأسلم. خرجه ابن إسحاق.
"شرح" حمشتها الحرب -بالمهملة- أي: ساقتها بغضب، ومنه حديث أبي دجانة: "رأيت إنسانًا يحمش الناس" أي: يسوقهم بغضب، قال المديني: وأحمشته: أغضبته، قال الجوهري: قال بعضهم: يقال: حمش النسر اشتد وأحمشته أنا، وأحمشت النار: ألهبتها.
وعن جابر قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار فقال الأنصاري: يا للأنصار وقال المهاجر: يا للمهاجرين فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ما بال دعوتي الجاهلية؟ " قالوا: يا رسول الله، كسع رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار، فقال: "دعوها؛ فإنها منتنة" فسمعها عبد الله بن أبي فقال: قد فعلوها، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، قال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال: "دعه, يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه" أخرجه مسلم.
وعن عروة بن الزبير قال: تذاكر صفوان وعمير أصحاب القليب ومصابهم، فقال صفوان: والله إن1 في العيش خير بعدهم، قال عمير: صدقت والله، أما والله لولا دين علي ليس عندي له قضاء، وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي، لركبت إلى محمد حتى أقتله، فإن لي في
__________
1 إن: نافية بمعنى ما.

الصفحة 349