كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 1-2)
موسى كأنه معذور فقال: استأذنت على عمر ثلاثًا فلم يؤذن لي فرجعت، فقال: ما منعك? فقلت: استأذنت ثلاثًا فلم يؤذن لي فرجعت، وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يؤذن له, فليرجع" فقال: والله لتقيمن عليه بينة، أمنكم أحد سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم؟ قال أبي: فوالله لا يقوم معك إلا أصغر القوم، فكنت أصغرهم فقمت معه، فأخبرت عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ذلك، خرجه مسلم.
وفي رواية: أن عمر قال له: إن كان هذا, فشيء من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإلا لأجعلنك عظة، وفيها أنه حين أتى الأنصار جعلوا يضحكون فقال لهم: يأتيكم أخوكم قد أقرع وتضحكون! فقال: انطلق وأنا شريكك في العقوبة فأتاه, خرجه مسلم.
وعن المغيرة بن شعبة قال: سئل عمر عن إملاص المرأة وهي التي تضرب بطنها فتلقي جنينًا قال: أيكم سمع من رسول الله فيها شيئًا? فقلت: أنا، فقال: ما هو? قلت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "فيه غرة عبد أو أمة" فقال: لا تبرح حتى تجيء بالمخرج مما قلت، فخرجت فجئت بمحمد بن مسلمة فشهد معي أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "فيه غرة عبد أو أمة" خرجه أبو معاوية بهذا السياق، وأخرجا1 معناه.
وعن صهيب أن عمر قال لصهيب: أي رجل2 لولا خصال ثلاث قال: وما هي? قال: اكتنيت وليس لك ولد وانتميت إلى العرب وأنت من الروم وفيك سرف في الطعام، قال: أما قولك: اكتنيت وليس لك ولد فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كناني أبا يحيى، وأما قولك: انتميت إلى العرب وأنت من الروم, فإني رجل من النمر بن قاسط سبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا
__________
1 البخاري ومسلم.
2 أي: أنت عظيم في رجولتك.