كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 1-2)
أكره أن يباع بعدي قال: "فاحبسه وسبل ثمرته". خرج هذه الطرق وقد تقدم ذكر صدقته بسطر ماله, وصدقة أبي بكر بجميع ماله في باب الشيخين. ثمغ: مال لعمر معروف بالمدينة، وهو غير الذي تصدق به بخيبر.
ذكر زهده:
وقد تقدم طرف منه في خصائصه، وفي النشر في أول الفصل.
وعن طلحة: ما كان عمر بأولنا إسلامًا ولا بأقدمنا هجرة, ولكنه كان أزهدنا في الدنيا وأرغبنا في الآخرة.
وعن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعطي عمر العطاء فيقول له عمر: أعطه يا رسول الله من هو أفقر إليه مني، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "خذه فتموله أو تصدق به، وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه, وما لا فلا تتبعه نفسك" قال سالم: فمن أجل ذلك كان ابن عمر لا يسال أحدًا شيئًا, ولا يرد شيئًا أعطيه. خرجه مسلم.
وعن ابن أبي مليكة قال: بينا عمر قد وضع بين يديه طعام إذ جاء الغلام فقال: هذا عتبة بن فرقد بالباب، قال: وما أقدم عتبة ائذن له، فلما دخل رأى بين يدي عمر طعامه خبزًا وزيتًا فقال: اقرب يا عتبة فأصب من هذا، قال: فذهب يأكل فإذا هو بطعام جشب لا يستطيع أن يسيغه, فقال: يا أمير المؤمنين, هل لك في طعام يقال له: الحواري? قال: ويلك, أويسع ذلك المسلمين? قال: لا والله، قال: يا عتبة, أفأردت أن آكل طيباتي في حياتي الدنيا وأستمتع بها. أخرجه الفضائلي.
"شرح" الجشب والمجشوب: الغليظ.
وعنه أنه دخل عليه وهو يكدم كعكًا شاميًّا ويتفوق لبنًا حازرًا فقلت: يا أمير المؤمنين لو أمرت أن يصنع لك طعام ألين من هذا? فقال: يابن