كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 1-2)

يؤدب الناس بها، ويهم بالنكث والنوى فيلقطه ويلقيه في منازل الناس لينتفعوا به. أخرجه الفضائلي.
"شرح" النكث: الغزل المنقوض من الأخبية, والأكسية ليغزل ثانية.
وعن أنس قال: لقد رأيت بين كتفي عمر أربع رقع في قميص له. خرجه الفضائلي وصاحب الصفوة وقال: ثلاث رقاع.
وعن الحسن قال: خطب عمر الناس وهو خليفة, وعليه إزار فيه اثنتا عشرة رقعة. خرجه في الصفوة.
وعن عامر بن ربيعة قال: خرج عمر حاجًّا من المدينة إلى مكة إلى أن رجع, فما ضرب فسطاطًا ولا خباء إلا كان يلقي الكساء والنطع على الشجرة, ويستظل تحتها.
وعن عمر أنه كان يقول: والله ما نعبأ بلذات العيش ولكنا نستبقي طيباتنا لآخرتنا، وكان رضي الله عنه يأكل خبز الشعير ويأتدم بالزيت, ويلبس المرقوع ويخدم نفسه. خرجه الملاء.
وعن الأحنف بن قيس قال: أخرجنا عمر في سرية إلى العراق ففتح الله علينا العراق وبلد فارس, وأصبنا فيها من بياض فارس وخراسان فحملناه معنا واكتسينا منه، فلما قدمنا على عمر أعرض عنا بوجهه وجعل لا يكلمنا، فاشتد ذلك علينا، فشكونا إلى عبد الله بن عمر فقال: إن عمر زهد في الدنيا, وقد رأى عليكم لباسًا لم يلبسه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا الخليفة من بعده، فأتينا منازلنا فنزعنا ما كان علينا, وأتيناه في البزة التي يعهدها منا، فقام فسلم علينا رجلًا رجلًا واعتنق رجلًا رجلًا حتى كأنه لم يرنا، فقدمنا إليه الغنائم فقسمها بيننا بالسوية، فعرض في الغنائم شيء من أنواع الخبيص من أصفر وأحمر فذاقه عمر فوجده طيب الطعم طيب

الصفحة 368