كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 1-2)
كذلك حتى لحق بالله -عز وجل.
ذكر خوفه:
عن أبي موسى قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أشياء كرهها, فلما أكثر عليه غضب ثم قال للناس: "سلوني عما شئتم" فقال رجل: من أبي? فقال: "أبوك حذافة" فقال آخر: من أبي يا رسول الله? فقال: "أبوك مولى شيبة" فلما رأى عمر ما في وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- من الغضب قال: يا رسول الله, إنا نتوب إلى الله -عز وجل. أخرجاه.
وعن أنس قال: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو غضبان ونحن نرى أن معه جبريل -عليه السلام- حتى صعد المنبر فما رأيت يومًا كان أكثر باكيًا منه، قال: "سلوني, فوالله لا تسألونني عن شيء إلا أنبأتكم" فقال رجل: يا رسول الله من أبي? قال: "أبوك حذافة" فقام إليه آخر فقال: يا رسول الله أفي الجنة أنا أم في النار? فقال: "في النار" فقام إليه آخر فقال: يا رسول الله أعلينا الحج كل عام? فقال: "لو قلت نعم لوجب ولو وجب لم تقوموا بها، ولو لم تقوموا بها عذبتم" قال: فقال عمر بن الخطاب: رضينا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا، لا تفضحنا بسرائرنا واعف عنا عفا الله عنك، قال: فسري عنه، ثم التفت إلى الحائط فقال: "لم أر كاليوم في الخير والشر, أريت الجنة والنار وراء هذا الحائط". خرجه بتمام هذا السياق الحافظ الدمشقي في الموافقات، وفي المتفق عليه طائفة منه، وخرج ابن ماجه من قصة الحج إلى آخره.
وعن أبي قتادة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عن صومه فغضب، فقال عمر: رضينا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا. خرجه مسلم.
وعن أبي بردة عامر بن أبي موسى قال: قال لي عبد الله بن أبي عمر: