كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 1-2)

يا بني تصدق، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن من أصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه" فخرج عبد الرحمن فلقي عمر فأخبره ذلك, فجاء عمر فدخل عليها فقال: بالله منهم أنا? قالت: لا؛ ولن أقول لأحد بعدك.
وفي رواية: فبلغ ذلك عمر فأتاها يشتد ويسرع فقال: أنشدك بالله، أنا منهم? قالت: لا, ولن أبرئ بعدك أحدًا أبدًا، خرجه أبو عمر.
وعن أبي جعفر قال: بينما عمر يمشي في طريق من طرق المدينة إذ لقيه علي ومعه الحسن والحسين -رضي الله عنهم- فسلم عليه علي وأخذ بيده, فاكتنفهما الحسن والحسين عن يمينهما وشمالهما قال: فعرض لعمر من البكاء ما كان يعرض له فقال له: ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: ومن أحق مني بالبكاء يا علي؟ وقد وليت أمر هذه الأمة أحكم فيها ولا أدري أمسيء أنا أم محسن، فقال له علي: والله إنك لتعدل في كذا وتعدل في كذا قال: فما منعه ذلك من البكاء, ثم تكلم الحسن بما شاء الله فذكر من ولايته وعدله فلم يمنعه ذلك, فتكلم الحسين بمثل كلام الحسن فانقطع بكاؤه عند انقطاع كلام الحسين, فقال: أتشهدان بذلك يابني أخي؟ فسكتا، فنظر إلى أبيهما فقال علي: اشهدا وأنا معكما شهيد، خرجه ابن السمان في الموافقة.
وعن عبيد بن عمير قال: بينما عمر بن الخطاب يمر في الطريق, فإذا هو برجل يكلم امرأة فعلاه بالدرة فقال: يا أمير المؤمنين إنما هي امرأتي, فقام عمر فانطلق فلقي عبد الرحمن بن عوف فذكر ذلك له, فقال له: يا أمير المؤمنين, إنما أنت مؤدب وليس عليك شيء, وإن شئت حدثتك بحديث سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ألا لا يرفعن أحد من هذه الأمة كتابه قبل أبي بكر وعمر" خرجه ابن الغطريف, وخرج الملاء منه إلى قوله: إنما هي امرأتي ولم يذكر ما بعده وقال: فقال له: فلم تقف مع زوجتك في الطريق تعرضان

الصفحة 374