كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 1-2)

درهم فقال عبد الرحمن: أتستسلفني وعندك المال ألا تأخذ منه ثم ترده؟ فقال عمر: إني أتخوف أن يصيبني قدري فتقول أنت وأصحابك: اتركوها لأمير المؤمنين حتى تؤخذ من ميزاني يوم القيامة, ولكن أستلفها منك لما أعلم من شحك, فإذا مت جئت فاستوفيتها من ميراثي, خرجه القلعي.
وعن جابر بن عبد الله قال: رأى عمر بن الخطاب لحمًا ملقى في يدي فقال: ما هذا يا جابر؟ قال: اشتهيت لحمًا فاشتريته فقال عمر: أوكلما اشتهيت اشتريت يا جابر؟ ما تخاف الآية يا جابر: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا} خرجه الواحدي مسندًا.
ذكر محاسبته نفسه:
عن أنس بن مالك قال: سمعت عمر بن الخطاب وخرجت معه حتى دخل حائطًا فسمعته وبيني وبينه جدار وهو في جوف الحائط: عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بخ بخ, والله لتتقين الله بني الخطاب أو ليعذبنك, خرجه ابن أبي الدنيا في محاسبة النفس, وروى أنه كان يقول: ما صنعت اليوم؟ صنعت كذا صنعت كذا, ثم يضرب ظهره بالدرة, خرجه في فضائله.
ذكر ورعه:
عن المسور بن مخرمة قال: كنا نلتزم عمر نتعلم منه الورع.
وعن سلمة بن سعيد قال: أتي عمر بمال فقام إليه عبد الرحمن بن عوف فقال: يا أمير المؤمنين لو حبست هذا المال في بيت المال لنائبة تكون، أو أمر يحدث فقال: فقال كلمة ما عرض بها الشيطان لقاني الله حجتها ووقاني فتنتها أعصي الله العام مخافة قابل أعد لهم تقوى الله قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} وتكون فتنة على من بعدي, خرجه الفضائلي. وعن ابن عمر أن عمر فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف أربعة آلاف, وفرض لابن عمر ثلاثة

الصفحة 376