كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 1-2)

وخمسمائة فقيل له: هو من المهاجرين فلِمَ تنقصه عن أربعة آلاف؟ قال: إن من هاجر به أبوه ليس هو كمن هاجر بنفسه، خرجه البخاري.
وعنه1 قال: اشتريت إبلًا وارتجعتها إلى الحمى فلما سمنت قدمت بها قال: فدخل عمر السوق فرأى إبلًا سمانًا فقال: لمن هذه؟ فقيل: لعبد الله بن عمر, فجعل يقول: يا عبد الله بخ بخ, ابن أمير المؤمنين قال: فجئته أسعى فقلت: ما لك يا أمير المؤمنين؟ قال: ما هذه الإبل? فقلت: إبلًا أنضاء اشتريتها وبعثت بها الحمى أبتغي ما يبتغي المسلمون، قال: فقال: ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين اسقوا إبل ابن أمير المؤمنين، يا عبد الله بن عمر، اغد على رأس مالك واجعل باقيه في بيت مال المسلمين، خرجه الفضائلي.
"شرح" بخ بخ قد تكررت، قال أبو بكر: معناه تعظيم الأمر وتفخيمه, وسكنت الخاء فيه كما سكنت في هل وبل، ويقال: بالخفض والتنوين تشبيهًا بالأصوات كصه، ويقال: بخ بخ بتشديد الخاء في الأولى.
وقال ابن السكيت: بخ بخ وبه به بمعنى واحد, أنضاء: جمع نضو وهو البعير المهزول والناقة نضوة, وقد أنضتها الأسفار فهي منضاة.
وعن قتادة قال: قدم بريد ملك الروم على عمر، فاستقرضت امرأة عمر دينارًا فاشترت به عطرًا وجعلته في قوارير، وبعثت به مع البريد إلى امرأة ملك الروم، فلما أتاها فرغتهن وملأتهن جواهر وقالت: اذهب به إلى امرأة عمر، فلما أتاها فرغتهن على البساط فدخل عمر فقال: ما هذا? فأخبرته, فأخذ عمر الجوهر فباعه ودفع إلى امرأته دينارًا وجعل ما بقي من ذلك في بيت مال المسلمين، خرجه الفضائلي.
"شرح" البريد: الرسول. وعن الأحنف بن قيس قال: سمعت عمر يقول: لا يحل لعمر من مال الله إلا حلتان حلة للشتاء وحلة للصيف
__________
1 وعن ابن عمر.

الصفحة 377