كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 1-2)
وروي عنه أنه كان إذا قيل له: اتق الله, فرح وشكر قائله. وكان يقول: رحم الله امرأ أهدى إلينا عيوبنا, خرجه في فضائله.
وعن طارق بن شهاب قال: قدم عمر بن الخطاب الشام فلقيه الجنود وعليه إزار وخفان وعمامة وهو آخذ برأس راحلته يخوض الماء قد خلع خفيه, وجعلهما تحت إبطه قالوا له: يا أمير المؤمنين, الآن تلقاك الجنود وبطارقة الشام وأنت على هذه الحال؟! قال عمر: إنا قوم أعزنا الله بالإسلام, فلا نلتمس العز من غيره, خرجه الملاء وصاحب الفضائل.
وعن عبد الله بن عمر أن عمر حمل قربة على عاتقه فقال له أصحابه: يا أمير المؤمنين, ما حملك على هذا? قال: إن نفسي أعيتني فأردت أن أذلها, خرجه الفضائلي أيضًا.
وعن زيد بن ثابت قال: رأيت على عمر مرقعة فيها سبع عشرة رقعة, فانصرفت إلى بيتي باكيًا ثم عدت في طريقي فإذا عمر وعلى عاتقه قربة ماء وهو يتخلل الناس، فقلت: يا أمير المؤمنين! فقال لي: لا تتكلم وأقول لك، فسرت معه حتى صبها في بيت عجوز وعدنا إلى منزله فقلت له في ذلك فقال: إنه حضرني بعد مضيك رسول الروم ورسول الفرس فقالوا: لله درك يا عمر! قد اجتمع الناس على علمك وفضلك وعدلك، فلما خرجوا من عندي تداخلني ما يتداخل البشر فقمت ففعلت بنفسي ما فعلت.
وعن محمد بن عمر المخزومي عن أبيه قال: نادى عمر بالصلاة جامعة, فلما اجتمع الناس وكثروا صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله وصلى على محمد -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: أيها الناس لقد رأيتني أرعى على خالات لي من بني مخزوم فيقبض لي من التمر والزبيب, فأظل يومي وأي يوم ثم نزل. قال عبد الرحمن بن عوف: يا أمير المؤمنين, ما زدت على أن قميت نفسك -يعني عبت- قال: ويحك يابن عوف! إني خلوت بنفسي