كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 1-2)

فحدثتني قالت: أنت أمير المؤمنين فمن ذا أفضل منك? فأردت أن أعرفها نفسها. خرجه الفضائلي أيضًا.
وروي عنه أنه قال في انصرافه من حجته التي لم يحج بعدها: الحمد لله ولا إله إلا الله, يعطي من يشاء ما يشاء، لقد كنت بهذا الوادي -يعني- ضجنان أرعى إبلًا للخطاب, وكان فظا غليظا يتعبني إذا عملت, ويضربني إذا قصرت, قد أصبحت وأمسيت وليس دون الله أحد أخشاه.
"شرح" ضجنان: بناحية مكة.
وروي أنه قال يومًا على المنبر: يا معاشر المسلمين, ماذا تقولون لو ملت برأسي إلى الدنيا كذا -وميل رأسه- فقام إليه رجل فسل سيفه وقال: أجل! كنا نقول بالسيف كذا -وأشار إلى قطعه- فقال: إياي تعني بقولك? قال: نعم إياك أعني بقولي، فنهره عمر ثلاثًا وهو ينهر عمر، فقال عمر: رحمك الله! الحمد لله الذي جعل في رعيتي من إذا تعوجت قومني، خرجه الملاء في سيرته.
وعن عمر قال: تأيمت حفصة من خنيس بن حذيفة السهمي وكان ممن شهد بدرًا، فلقيت عثمان بن عفان فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة، فقال: أنظر ثم لقيني فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا, فلقيت أبا بكر فعرضت عليه فصمت، ثم ذكر تزويجها من النبي -صلى الله عليه وسلم- وسيأتي في مناقب حفصة من كتاب1 مناقب أمهات المؤمنين.
وعن محمد بن الزبير عن شيخ التقت ترقوتاه من الكبر يخبره أن عمر استفتى في مسألة فقال: اتبعوني حتى انتهى إلى علي بن أبي طالب فقال: مرحبًا يا أمير المؤمنين, فذكر له المسألة, فقال: ألا أرسلت لي? فقال: أنا
__________
1 كتاب خاص للمؤلف في هذا الموضوع.

الصفحة 381