كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 1-2)
صالح فاستغفر لي، قال: استغفر لي، قال: أنت أحدث عهد بسفر صالح فاستغفر لي، قال: لقيت عمر? قال: نعم فاستغفر له، ففطن له الناس فانطلق على وجهه. خرجه مسلم.
"شرح" الغبرات: البقايا, الواحد: غابر, ثم يجمع على غبراء ثم غبرات جمع الجمع.
ذكر شفقته على رعيته وتفقد أحوالهم وإنصافه لهم ونصحه إياهم:
عن قيس بن أبي حازم قال: كان عطاء البدريين خمسة آلاف خمسة آلاف فقال عمر: لأفضلنهم على من بعدهم. خرجه البخاري.
وعن أبي هريرة قال: قدمت من البحرين فسألني عمر عن الناس فأخبرته، ثم قال: ماذا جئت به? فقلت: خمسمائة ألف، قال: ويحك!! هل تدري ما تقول? قلت: نعم مائه ألف، ومائة ألف، ومائة ألف، ومائة ألف ومائة ألف، فقال: إنك ناعس، ارجع إلى أهلك فنم، فلما أصبحت طلبني فأتيته فقال: ماذا جئت به? قلت: جئت بخمسمائة ألف، قال: ويحك!! هل تدري ما تقول? قلت: نعم مائة ألف وعددتها خمس مرات، فقال: أطيب? قلت: لا أعلم إلا ذاك، قال: فدون الديوان وفرض للمهاجرين خمسة آلاف وأربعة آلاف, ولأمهات المؤمنين اثني عشر ألفًا.
وعن عدي بن حاتم قال: أتيت عمر في أناس من قومي فجعل يفرض للرجل من طيئ في ألفين ويعرض عني، قال: فاستقبلته فأعرض عني، ثم أتيته من حيال وجهه فأعرض عني، قال: فاستقبلته فأعرض عني، قال: قلت: يا أمير المؤمنين, أتعرفني? قال: فضحك ثم قال: والله إني لأعرفك, آمنت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وإن أول صدقة بيضت وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ووجوه أصحابه صدقة طيئ،