كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 1-2)

من هول المطلع، قد جعلتها شورى في ستة: عثمان وعلي وطلحة بن عبيد الله والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص -رضي الله عنهم- وجعل عبد الله بن عمر معهم مشيرًا وليس منهم، وأجلهم ثلاثًا وأمر صهيبًا أن يصلي بالناس -رحمة الله عليهم. خرجه أبو حاتم.
وروي أن عمر كان لا يأذن لمشرك قد احتلم أن يدخل المدينة, حتى كتب إليه المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة يستأذنه في غلام صنع يقال: لديه أعمال كثيرة, حداد ونقاش ونجار ومنافع للناس، فأذن له عمر، فأرسل به المغيرة وضرب عليه المغيرة مائة درهم في كل شهر، فجاء الغلام إلى عمر واشتكى، فقال له: ما تحسن من الأعمال? فذكرها له، فقال له عمر: فما خراجك يكثر، ثم ذكر معنى ما تقدم.
وعن ابن عباس أنه دخل على عمر حين طعن فقال: أبشر يا أمير المؤمنين, أسلمت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين كفر الناس، وقاتلت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين خذله الناس، وتوفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو عنك راضٍ، ولم يختلف في خلافتك رجلان، وقتلت شهيدًا، فقال: أعد فأعاد، فقال: المغرور من غررتموه، لو أن لي ما على ظهرها من بيضاء وصفراء لافتديت به من هول المطلع. خرجه أبو حاتم.
ذكر أن قتله كان قبل الدخول في الصلاة:
وتقدم الناس عبد الرحمن، وتبرئهم من المواطأة على قتله، ودعائه الطبيب، وأمر الطبيب عمر بالوصية حين سقاه وخرج المشروب من جرحه، وذكر أهل الشورى، وتخصيص علي بالإشارة إليه والاعتذار من توليته حين قيل له: ما يمنعك أن توليه؟
عن عمرو بن ميمون قال: شهدت عمر يوم طعن وما منعني أن أكون في الصف المقدم إلا هيبته وكان رجلًا مهيبًا، وكنت في الصف الذي

الصفحة 410