كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 1-2)

يليه، فأقبل عمر فعرض له أبو لؤلؤة -غلام المغيرة- فناجى عمر قبل أن يسوي الصفوف، ثم طعنه ثلاث طعنات، فسمعت عمر وهو يقول: دونكم الكلب!! إنه قتلني، وماج الناس فأسرعوا إليه، فجرح ثلاثة عشر رجلًا، فانكفى عليه رجل من خلفه فاحتضنه، وحمل عمر فماج الناس بعضهم في بعض حتى قال قائل: الصلاة عباد الله طلعت الشمس، فقدموا عبد الرحمن بن عوف فصلى بنا بأقصر سورتين في القرآن {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} و {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} واحتمل عمر ودخل الناس عليه، فقال: يا عبد الله اخرج فناد في الناس: عن ملأ منكم هذا? فخرج ابن عباس فقال: أيها الناس إن أمير المؤمنين يقول: أعن ملأ منكم? فقالوا: معاذ الله!! والله ما علمنا وما أطلعناه، وقال: ادعوا إلي الطبيب، فدعوا الطبيب فقال: أي الشراب أحب إليك? قال: النبيذ, فسقي نبيذًا فخرج من بعض طعانه، فقال الناس: هذا دم هذا صديد، فقال: اسقوني لبنًا فخرج من الطعنة، فقال له الطبيب: لا أرى أن تمشي فما كنت فاعلًا فافعل، ثم ذكر تمام الخبر في الشورى، وتقديم صهيب في الصلاة، وشهادة ابن عمر وقال: إن ولوها الأجلح يسلك بهم الطريق المستقيم -يعني عليا- فقال له ابن عمر: فما منعك أن تقدم عليا؟ قال: أكره أن أحملها حيا وميتا. خرجه النسائي.
وفي رواية: لله درهم, إن ولوها الأصيلع كيف يحملهم على الحق وإن كان السيف على عنقه؟ قال محمد بن كعب: فقلت: أتعلم ذلك منه ولا توليه? فقال: إن أتركهم فقد تركهم من هو خير مني. خرجه القلعي.
ذكر خبر ثانٍ يصرح بأن قتله كان قبل الصلاة, وتوعد أبي لؤلؤة له بالقتل:
عن عبد الله بن الزبير قال: غدوت مع عمر بن الخطاب إلى السوق وهو يتكئ على يدي، فلقيه أبو لؤلؤة -غلام المغيرة- فقال له: ألا تكلم

الصفحة 411