كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 1-2)

بصحفة فيها حيس ورغيفان بينهما إهالة، فقال صلى الله عليه وسلم: "كفاك الله أمر دنياك، وأما أمر آخرتك فأنا لها ضامن". خرجه الحافظ أبو الحسن بن بشران، والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الأربعين الطوال.
ذكر سؤالهم منه الاستخلاف عليهم, واعتذاره منهم فيه:
عن ابن عمر قال: حضرت أبي حين أصيب فأثنوا عليه فقالوا: جزاك الله خيرًا فقال: راغب وراهب، فقالوا: استخلف علينا، قال: أتحمل أمركم حيا وميتا? وددت أن حظي منكم الكفاف لا علي ولا لي، إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني -يعني أبا بكر- وإن أترككم فقد ترككم من هو خير مني -يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال عبد الله: فعرفت حين ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه غير مستخلف. أخرجاه وأبو معاوية.
وعن ابن عمر أنه قال لعمر: إن الناس يتحدثون أنك غير مستخلف، ولو كان لك راعي إبل أو راعي غنم ثم جاء وترك رعيته رأيت أن قد فرط، ورعية الناس أشد من رعية الإبل والغنم، ماذا تقول لله -عز وجل- إذا لقيته ولم تستخلف على عباده? قال: فأصابه كآبة ثم نكس رأسه طويلًا ثم رفع رأسه وقال: إن الله تعالى حافظ الدين، وأي ذلك أفعل فقد سن لي؛ إن لم أستخلف فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يستخلف، وإن استخلفت فقد استخلف أبو بكر، قال عبد الله: فعرفت أنه غير مستخلف. خرجه ابن السمان في الموافقة.
وعنه قال: لما طعن عمر قلت: يا أمير المؤمنين لو اجتهدت بنفسك وأمرت عليهم رجلًا؟ قال: أقعدوني، قال عبد الله: فتمنيت لو أن بيني وبينه عرض المدينة فرقًا منه حين قال: أقعدوني، ثم قال: والذي نفسي بيده لأردنها إلى الذي دفعها إليَّ أول مرة. خرجه أبو زرعة في كتاب العلل.

الصفحة 414