كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 1-2)

ذلك اللهبي، فوالله ما حج عمر بعدها. خرجه ابن الضحاك.
ذكر وصاياه:
تقدم منها وصيته ابنه بدينه، وتوصيته الخليفة من بعده في الذكر الأول من هذا الفصل، ووصيته بالمهاجرين والأنصار وغيرهم تقدم قبل هذا بذكرين.
وعن عمر أنه نظر إلى علي وقال: اتق الله إن وليت شيئًا من أمور الناس، فلا تحملن بني هاشم على رقاب المسلمين, ثم نظر إلى عثمان فقال: اتق الله إن وليت شيئًا من أمور المسلمين فلا تحملن بني أمية -أو قال: بني أبي معيط- على رقاب المسلمين، ثم نظر إلى سعد والزبير فقال: وأنتما, فاتقيا الله إن وليتما شيئًا من أمور المسلمين.
وفي رواية: أنه قال لعبد الرحمن: إن كنت على شيء من أمور الناس, فلا تحملن أقاربك على رقاب الناس.
وعن ابن عمر أن عمر قال له: إذا أنا مت فأغمضني واقصد في كفني؛ فإنه إن كان لي عند الله خير أبدلني خيرًا منه، وإن كنت على غير ذلك سلبني، واقصد في حفرتي فإنه إن كان لي عند الله خير وسع لي فيها مد بصري وإن كنت على غير ذلك ضيق علي حتى تختلف أعضائي، ولا تخرج معي امرأة، ولا تزكوني بما ليس فيّ فإن الله هو أعلم بي، وأسرعوا في المشي، فإن كان لي عند الله خير تقدمونني إليه، وإلا فشر تضعونه عن رقابكم.
وعن حفصة أم المؤمنين أنها دخلت عليه وهي تبكي تقول: يا صاحب رسول الله!! يا صهر رسول الله!! فقال عمر لابنه: أجلسني فلا صبر لي على ما أسمع، فأسنده إلى صدره فقال1: إني أقسم عليك
__________
1 موجهًا الخطاب إلى ابنته -رضي الله عنها.

الصفحة 417