كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 1-2)

بما لي عليك من الحق أن لا تندبيني بعد مجلسك هذا، فأما عينيك1 فلن أملكها، إنه ليس من ميت يندب بما ليس فيه إلا والملائكة تمقته.
ذكر تاريخ موته, ومدة مكثه بعد الجراحة, ومن صلى عليه, وما سمع منه حين احتضر:
قال أهل العلم بالتاريخ: توفي لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، وقيل: طعن لذلك ومات في آخر الحجة, واتفق هؤلاء على أنه أقام بعدما طعن ثلاثًا ثم مات, وصلى عليه صهيب ودفن في حجرة عائشة، ذكره ابن قتيبة والسلفي وغيرهما.
وعن عروة بن الزبير قال: لما قتل عمر استبق علي وعثمان للصلاة عليه فقال لهما صهيب: إليكما عني, فقد وليت من أمركما أكثر من الصلاة على عمر وأنا أصلي بكم المكتوبة، فصلى عليه صهيب. خرجه الخجندي وروي أنه كان يقول حين احتضر, ورأسه في حجر عبد الله بن عمر: ظلوم لنفسي, غير أني مسلم أصلي صلاتي كلها وأصوم. خرجه القلعي.
وروي أن ملك الموت لما دخل عليه, سمعه عمر يقول لملك آخر: هذا بيت أمير المؤمنين ما فيه شيء كأنه القبر, فقال عمر: يا ملك الموت من تكون أنت خلفه هكذا يكون بيته.
ذكر مدة عمره, ومدة ولايته:
قال ابن إسحاق: كانت ولايته عشر سنين وستة أشهر وخمس ليالٍ، وكان يحج بالناس كل عام غير سنتين متواليتين.
واختلف في سنه يوم مات, فقيل: ثلاث وستون سنة كسن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر -رضي الله عنه- روي ذلك عن معاوية والشعبي، وقيل: خمس
__________
1 فأما دموع عينيك.

الصفحة 418