كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 1-2)

وخمسون، وروي ذلك عن سالم بن عبد الله بن عمر, وقال الزهري: أربع وخمسون، ذكر جميع ذلك أبو عمر والحافظ السلفي وغيرهما.
وعن أبي عمر سمعت عمر يقول قبل موته بسنتين أو ثلاث: أنا ابن سبع أو ثمان وخمسين، وإنما أتاني الشيب من قبل أخوالي بني المغيرة. خرجه الخجندي.
ذكر إظلام الأرض لموت عمر:
عن الحسن بن أبي جعفر قال: لما قتل عمر أظلمت الأرض، فجعل الصبي يقول: يا أماه! أقامت القيامة? فتقول: لا يا بني! ولكن قتل عمر بن الخطاب.
ذكر من ندب عمر, ومن أثنى عليه بعد موته:
تقدم ثناء ابن عباس في الذكر الثاني من هذا الفصل، وتقدم ثناء علي عليه وقد وضع على سريره في باب الشيخين في ذكر قوله -صلى الله عليه وسلم: "كثيرًا كنت أنا وأبو بكر وعمر" من حديث البخاري عن ابن عباس وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال: لما غسل عمر وكفن وحمل على سريره وقف عليه علي فقال: والله ما على الأرض رجل أحب إليَّ أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى بالثوب. خرجه في الصفوة، وابن السمان في الموافقة وزاد: ثم بكى, حتى اخضلت لحيته بالدموع.
"شرح" اخضلت: ابتلت، يقال: اخضلَّ الشيء اخضلالًا واخضوضل اخضيضالا أي: ابتل، وأخضلته فهو مخضل.
وعن عبد الرحمن أن عليا دخل على عمر وهو مسجى بثوبه فقال: ما أحب أن ألقى الله بصحيفة أحب إلي من أن ألقاه بصحيفة هذا المسجى بينكم، رحمك الله يابن الخطاب, إن كنت بآيات الله لعالما, وإن كان الله في صدرك لعظيما, وإن كنت لتخشى الله ولا تخشى الناس في الله،

الصفحة 419