كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 1-2)

خرجه الملاء في سيرته.
ذكر من رأى عمر في منامه بعد موته:
عن عبد الله بن عبد الله بن العباس قال: كان العباس خليلًا لعمر, فلما أصيب جعل يدعو الله أن يريه عمر في المنام قال: فرآه بعد حول وهو يمسح العرق عن وجهه فقال: ما فعلت? فقال: هذا أوان فرغت، لولا أني لقيت رءوفًا رحيمًا. خرجه في الصفوة.
وعن عمرو بن العاص قال: ما كان شيء أحب إلي أن أعلمه من أمر عمر, فرأيت في المنام قصرًا فقلت: لمن هذا? قالوا: هو لعمر بن الخطاب، فخرج من القصر عليه ملحفة كأنه قد اغتسل، فقلت: كيف صنعت? قال: متى فارقتكم؟ قلت: من اثنتي عشرة سنة، قال: إنما انقلبت الآن من الحساب.
الفصل الثاني عشر: في ذكر ولده
وكان له ثلاثة عشر ولدًا، تسعة بنين وأربع بنات، ذكر البنين عبد الله وكان يكنى أبا عبد الرحمن، أسلم مع إسلام أبيه بمكة صغيرًا وهاجر مع أبيه وأمه وهو ابن عشر, ذكره الخجندي, وشهد المشاهد كلها بعد بدر وأحد.
قال الدارقطني: واستصغر يوم أحد، وشهد الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة، وشهد المشاهد بعد الخندق مع النبي -صلى الله عليه وسلم, وقيل: شهد بدرًا فاستصغره النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يجزه، وأجازه في السنة الأخرى يوم أحد، ذكره الطائي وقال: والأول أصح. وكان رضي الله عنه عالمًا مجتهدًا عابدًا لزومًا للسنة فرورًا من البدعة ناصحًا للأمة, رئي في الكعبة ساجدًا يقول في سجوده: يا رب تعلم ما يمنعني من مزاحمة قريش على هذه الدنيا إلا خوفك, وأثنى عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: "إن عبد الله بن عمر رجل

الصفحة 423