كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة (اسم الجزء: 1-2)

ذكر ما جاء في بيان مراتب جمع منهم في الجنة:
عن ابن أبي أوفى قال: "خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا أصحاب محمد لقد أراني الله -عز وجل- منازلكم الليلة وقرب منازلكم من منزلي" ثم التفت إلى علي وقال: "يا علي أما ترضى أن يكون منزلك بحذاء منزلي كما يتواجه منزل الأخوين؟ " قال: بلى يا رسول الله, ثم بكى ثم أقبل على أبي بكر فقال: "إني لأعرف اسم رجل واسم أبيه واسم أمه إذا دخل الجنة لم يبق غرفة من غرفها ولا شربة من شرابها إلا قالت: مرحبا مرحبا" فقال سلمان: يا رسول الله إن هذا لغير خائب قال: "ذاك أبو بكر بن أبي قحافة" ثم أقبل على عمر فقال: "يا أبا حفص لقد رأيت قصرا في الجنة من جوهرة بيضاء شرفها لؤلؤ أبيض قلت لرضوان: لمن هذا؟ قال: لفتى من قريش فظننت أنه لي, فقال: هو لعمر بن الخطاب فما منعني أن أدخله إلا معرفتي بغيرتك يا أبا حفص" فبكى عمر وقال: بأبي أنت وأمي, أعليك أغار يا رسول الله؟ ثم التفت على عثمان وقال: "يا عثمان إن لكل نبي رفيقا وأنت رفيقي في الجنة" ثم التفت إلى عبد الرحمن1 فقال: "يا أبا عبد الله, ما بطأ بك عني من بين أصحابي, فما حبسك؟ " فقال: يا رسول الله ما زلت أسأل عن مالي من أين أصبته وفي أي شيء أنفقته حين ظننت أني لا أراك, قال عبد الرحمن: مائة راحلة جاءت من مصر عليها تجارة أشهدك أنها بين2 أرامل أهل المدينة وأيتامها, لعل الله -عز وجل- أن يخفف عني, ثم التفت إلى طلحة والزبير فقال: "إن لكل نبي حواريا وحواريي أنتما" أخرجه القاضي أبو بكر يوسف بن فارس.
ذكر إثبات فضل لبعضهم في الثبوت معه يوم الجمعة حين انفضّ القوم:
عن حابر قال: "بينا النبي -صلى الله عليه وسلم- قائم يوم الجمعة إذ قدمت إلى المدينة
__________
1 هو ابن عوف رضي الله عنه.
2 أشهدك أن هذه البضاعة التي كانت للتجارة صدقة بين هؤلاء الأرامل, وهؤلاء الأيتام.

الصفحة 43