كتاب توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (اسم الجزء: 1)

في هذا الحديث فوائد عظيمة:
١. جواز سفر الإنسان بزوجته، وأنه إذا كان له زوجات يقرع بينهن، فقد كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ (¬١)، إلا إذا سمحنَ له بواحدة منهن.
٢. جواز الاستعارة، والسفر بالعارية؛ لأن عائشة رضي الله عنها استعارت عقدًا، وسافرت به.
٣. عناية ولي الأمر بأصحابه، وعناية قائد الجيش بجنوده، والتماس حوائجهم؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم أقام من أجل التماس العقد لما ضاع.
٤. جواز وضع الرجل رأسه على فخذ زوجته أمام أبيها، وأنه لا حرج في ذلك.
٥. جواز معاتبه الرجل ولده وتأديبه، ولو كان كبيرًا.
٦. أن تكنية الإنسان أباه ليس من العقوق؛ لقول عائشة رضي الله عنها: عاتبني أبو بكر، ولم تقل: أبي.
٧. أن الإنسان إذا فقد الماء والتراب فإنه يصلي بغير ماء، ولا تراب؛ ولا يعيد الصلاة؛ لأن الصلاة كانت قد حانت وليس عندهم ماء، ولم يكن قد شُرع وقتئذٍ التيمم، فصلوا بغير ماء، ولا تراب، فأقرهم النبي صلى الله عليه وسلم.
٨. أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب، وأن هذا مما اختص الله به نفسه؛ ولهذا أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم أناسًا يبحثون عَنِ العقد ولم يجدوه، فلما بعثوا البعير وجدوه تحته، فدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب.
---------------
(¬١) أخرجه البخاري (٢٥٩٣)، ومسلم (٢٧٧٠).

الصفحة 601