كتاب تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار (اسم الجزء: 1)

بكرى الصديقي فأولدها محمد أفندى نقيب السادة الأشراف وهو والد محمد أفندى الاخير وأقام والده السيد عبد الفتاح بمصر مدة وتنزل في بعض المناصب ثم توجه إلى ملك الروم فأكرمه ووجه له بعناية بعض الأعيان نقابة الأشارف بمصر وحضر إلى مصر وقرىء المرسوم الوارد بذلك وكاد أن يتم له الأمر فلم يمكن من ذلك بتقوية بعض الأمراء وحنقوا عليه حيث توجه من مصر إلى الروم خفية ولم يأخذ منهم عرضا وجعل له شيء معلوم من بيت النقابة وبقي ممنوعا عنها. وكان سيدا محتشما فصيح اللسان بهي الشكل وتزوج ببنت سيدى مكي الوارثي وولد له منها السيد أحمد المترجم وتربى في العز والرفاهية ببيتهم المعروف بهم بالازبكية بخط الساكت وكان إنسانا حسنا مترفها في مأكله وملبسه منجمعا عن الناس إلا لمقتضيات لا بد له منها. توفي رحمه الله في هذه السنة ولم يعقب.
ومات الشيخ الصالح الماهر الموفق علي بن خليل شيخ القبان بمصر وكان ماهرا في علم الحساب وممعرفة الموازين والقرسطون المعروف بالقبان ودقائقه وصناعته ولما عني المرحوم الوالد أمر الموازين وتصحيحها وتحريرها في سنة اثنتين وسبعين وصنف في ذلك العقد الثمين فيما يتعلق بالموازين طالعه عليه وتلقاه عنه مع مشاركة الشيخ حسن بن ربيع البولاقي واتقنا ذلك وتميزا به دون أهل فنهما. وكان المترجم إنسانا بشوشا منور الشيبة ولديه آداب ونوادر ومناسبات وحج مرارا أو أثرى وتمول ثم تقهقر حاله ولزم بيته إلى أن توفي في هذا العام ولم يخلف بعده مثله.
ومات الشريف الحسيب النسيب السيد مصطفى بن السيد عبد الرحمن العيدروس وهو مقتبل الشيبية وصلي عليه بالأزهر ودفن عند والده بمقام العتريس تجاه مشهد السيدة زينب وكانت وفاته رابع عشرين ربيع الأول من السنة رحمه الله.

الصفحة 606