كتاب الكمال في أسماء الرجال (اسم الجزء: 1)

المبحث الثالث منهج الحافظ المقدسي في كتاب "الكمال"
١ - لمَّا كانت الكتبُ السِّتَّة هي دواوين السنة، وأجلَّ مصنفات الحديث الشريف؛ كان الناس بحاجة إلى مصنَّفٍ يعتني بالترجمة لرجالها؛ ليعينهم على دراسة أسانيدها لتمييز صحيحها من سقيمها، وغثِّها من سمينها.
وقد بيَّن الحافظ المقدسي في خاتمة مقدمته أهمية علم الرجال والاعتناء بالتصنيف فيه، فقال:
"ومعرفةُ الرجال من أولى العُلوم بِصَرْف العِنَايَةِ إليه، والمحافظة عليه؛ لأن بهم حفظ الله -عَزَّ وَجَلَّ- دينه، وحَرَسَ بأهل الحديث شريعتَهُ وسُنَّة نبيه المصطفى محمد عليه أفضل الصَّلاة والسَّلام".
• فتصدى الحافظ المقدسي لهذه المهمة الشاقة، وسبر غور هذه الكتب؛ ليُفرد أسماء رجالها، ومن ثَمَّ الرجوع لكتب الرجال والتواريخ لجمع مادة تراجمهم.
يقول الحافظ المقدسي في مقدمة كتابه:
"وبَعْدُ: فهذا كتابٌ نَذْكُرُ فيه -إن شاء الله- ما اشْتَمَلَت عليه كتبُ الأئمة السِّتَّة من الرجال، فَأَوَّلُهُم: الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل ابن إبراهيم بن المُغيرة الجُعْفِي، مَوْلاهُم، البخاري، ثم أبو الحسين

الصفحة 31