كتاب التمهيد - ابن عبد البر - ت بشار (اسم الجزء: 1)

قال: حدَّثنا سفيانُ بنُ عيينة، عن ابنِ جريج، عن أبي الزُّبَيْر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يوشكُ النّاسُ أن يَضْرِبوا أكبادَ الإبلِ فلا يجِدُون عالِمًا أعلمَ من عالِم المدينة".
وقال سعيدُ بنُ عبدِ الجبّار: كنا عندَ سفيانَ بنِ عيينة، فأتاه نَعيُّ مالكِ بنِ أنس، فقال: مات والله سيِّدُ المسلمين (¬١).
وروى (¬٢) الحارثُ بنُ مِسْكين، قال: أخبَرنا أشْهَبُ بنُ عبدِ العزيز، قال: سألتُ المغيرةَ المَخْزُوميَّ - مع تَباعُدِ ما كان بينَه وبينَ مالك - عن مالكٍ وعبدِ العزيز، فقال: ما اعتَدَلا في العلْم قطُّ. ورفَع مالكًا على عبدِ العزيز (¬٣).
وبَلَغني عن مُطَرِّفِ بنِ عبدِ الله اليَسَاريِّ (¬٤) الأصَمِّ صاحبِ مالك، أنّه قال: قال لي مالك بن أنس: ما يقولُ الناسُ في "مُوطَّئي"؟ فقلتُ له: الناسُ رجُلان؛ مُحِبٌّ مُطْرٍ، وحاسِدٌ مُفْتَرٍ. فقال له مالكٌ: إنْ مُدَّ بك العُمُرُ (¬٥)، فسترى ما يُرادُ اللهُ به (¬٦).
أخبرنا عبدُ الله بنُ محمدِ بنِ يحيى، قال: حدَّثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عمرٍ والقاضي المالكيُّ، قال: حدَّثني المُفضَّلُ بنُ محمدِ بنِ حربٍ المدنيُّ، قال: أوَّلُ من
---------------
(¬١) أخرجه الجوهري في مسند الموطأ ١١٥ (٩٥) من طريق موسى بن سهل عن سعيد بن عبد الجبار، به.
(¬٢) هذه الفقرة لم ترد في ق.
(¬٣) ذكره المصنِّف في الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمّة ص ٢٣ عن الحارث بن مسكين، به.
وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء ٨/ ٧٤ عن أشهب بن عبد العزيز، به.
(¬٤) وقع في بعض النسخ والمطبوعات: "النيسابوري"، وهو تحريف بيّن، وهو مطرِّف بن عبد الله بن مطرّف بن سليمان بن يسار اليساري الهلالي المدني، مولى ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وابن أخت مالك بن أنس، كما في تهذيب الكمال ٢٨/ ٧٠ - ٧١.
(¬٥) في ق: "عمر"، والمثبت من ف ١، وهو الذي في ترتيب المدارك.
(¬٦) ذكره القاضي عياض في ترتيب المدارك ٢/ ٧٦ عن مطرِّف بن عبد الله اليساري، به.

الصفحة 703