كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 1)
على ثلاثة احرف اوله مضموم فيه لغتان: الضم، والاسكان نحو: «العسر، والهزؤ». ومثله من الجموع ما كان على وزن «فعل» (¬1).
«القدس» حيث جاء في القرآن الكريم نحو قوله تعالى: أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ (¬2).
قرأ «ابن كثير» «القدس» حيث جاء في القرآن الكريم باسكان الدال للتخفيف كي لا تتوالى ضمتان نحو: «الحلم- والحلم» وهو لغة «تميم» وقرأ الباقون بضم الدال على الاصل، وهو لغة «اهل الحجاز» (¬3) وروح القدس: هو «جبريل عليه السلام».
قال «ابن كثير» والدليل على ان روح القدس هو جبريل كما نص عليه «ابن مسعود» في تفسير هذه الآية ما قاله «البخاري»:
عن «ابي هريرة» عن «عائشة» ان رسول الله صلّى الله عليه وسلم وضع لحسان بن ثابت منبرا في المسجد فكان ينافح عن رسول الله- صلّى الله عليه وسلم فقال رسول الله- صلّى الله عليه وسلم: «اللهم نافح عن حسان كما نافح عن نبيك»
وفي شعر حسان قوله:
وجبريل رسول الله فينا ... وروح القدس ليس به خفاء
وعن «ابن مسعود»: ان رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال «ان روح القدس نفث في روعي انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها واجلها فاتقوا الله واجملوا في الطلب» (¬4).
«أرنا» حيثما وقع نحو قوله تعالى: وَأَرِنا مَناسِكَنا (¬5) «ارني» حيثما وقع نحو قوله تعالى: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى (¬6) قرأ «ابن كثير، ويعقوب، وابو عمرو بخلف عنه» باسكان الراء في
¬_________
(¬1) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 247 - 248.
(¬2) سورة البقرة- 87.
(¬3) قال ابن الجزري والقدس نكر دم.
انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 406.
والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 64.
والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 253 واتحاف فضلاء البشر ص 141.
(¬4) رواه ابن حبان في صحيحه.
انظر: مختصر تفسير ابن كثير ح 1 ص 86 - 87.
(¬5) البقرة- 128.
(¬6) البقرة- 260.