كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 1)

وقرأ الباقون «بالتخفيف في جميع الالفاظ المتقدمة حيثما وقعت في القرآن الكريم (¬1).
والتشديد، والتخفيف لغتان، وعلى القراءتين جاء قول الشاعر:
ليس من مات فاستراح بميت ... انما الميت ميت الاحياء
«تنبيه»: اتفق القراء العشرة على تشديد ما لم يمت نحو قوله تعالى:
.. إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (¬2)
قال «الراغب» في مادة «موت»: «انواع الموت بحسب انواع الحياة»:
فالاول: ما هو بازاء القوة النامية الموجودة في الانسان، والحيوان:
والنباتات، نحو قوله تعالى: كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى (¬3).
وقوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ (¬4).
والثاني: زوال القوة الحاسة، نحو قوله تعالى: قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا (¬5).
والثالث: زوال القوة العاقلة، وهي الجهالة، نحو قوله تعالى:
أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها (¬6).
والرابع: الحزن المكدر للحياة، نحو قوله تعالى في وصف اهل النار:
مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ* يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ
¬_________
(¬1) قال ابن الجزري: وميته: والميتة اشدد ثب والارض الميتة مدا وميتا ثق الانعام ثوى .. اذ حجرات غث مدا وثب أوى صحب بميت يلد والميت هم .. والحضرمي.
انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 224.
واتحاف فضلاء البشر ص 152.
(¬2) سورة الزمر الآية 30. قال الشاطبي: وما لم يمت للكل جاء مثقلا.
(¬3) سورة البقرة الآية 23.
(¬4) سورة المؤمنون الآية 80.
(¬5) سورة مريم الآية 23.
(¬6) سورة الانعام الآية 122.

الصفحة 110