كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 1)
قال: اقرأنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقلت: كذبت، فان رسول الله صلّى الله عليه وسلم اقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده الى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقلت: اني سمعت هذا يقرأ سورة «الفرقان» على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم «لعمر»: «أرسله» فأرسله «عمر فقال (¬1) لهشام: «تقرأ يا هشام» فقرأ عليه وسلم القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «هكذا انزلت»، ثم قال: اقرأ
يا عمر. فقرأت القراءة التي أقراني فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «كذلك أنزلت. ان هذا القرآن انزل على سبعة احرف فاقرءوا ما تيسر منه» أهـ (¬2)
. الحديث الثالث:
عن «ابي بن كعب» ت 30 هـ (¬3).
قال: كنت في المسجد (¬4) فدخل رجل (¬5) فصلى، فقرأ قراءة أنكرتها. ثم دخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقلت: «ان هذا قرأ قراءة انكرتها عليه» ودخل آخر فقرأ.
وفي رواية: ثم قرأ هذا، سوى قراءة صاحبه، فأقرأهما رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقرأ، فحسن النبي صلّى الله عليه وسلم شأنهما فسقط فى نفسى من التكذيب ولا اذ كنت فى الجاهلية (¬6) فما رأى النبي صلّى
¬_________
(¬1) أي النبي عليه وسلم الصلاة والسلام.
(¬2) رواه البخاري ج 6 ص 100، ومسلم ج 2 ص 202، والترمذي ج 11 ص 61 وأبو داود ج 2 ص 101، انظر: المرشد الوجيز ص 77 - 78
(¬3) هو: أبي بن كعب بن قيس بن عبيد، أبو المنذر، صحابي جليل من الأنصار، وأحد كتاب الوحي للنبي صلّى الله عليه وسلم ت 30 هـ.
انظر: صفوة الصفوة لابن الجوزي ج 1 ص 188، والاصابة ج 1 ص 19.
(¬4) هو مسجد النبي صلّى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة.
(¬5) لم تذكر الرواية اسم ذلك الرجل.
(¬6) أي فوقع في نفسي من التكذيب ما لم يحصل لي في وقت من الأوقات ولا وقت ان كنت في الجاهلية قبل الاسلام.