كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 1)
واستعمل في كل غائب عن الحاسة، وعما يغيب عن علم الانسان، بمعنى الغائب، قال تعالى: وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ (¬1).
ويقال للشيء: غيب، وغائب، باعتباره بالناس، لا بالله تعالى فانه لا يغيب عنه شيء، كما لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الارض (¬2).
وقوله تعالى: عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ (¬3) اي ما يغيب عنكم وما تشهدونه.
والغيب في قوله تعالى: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ (¬4) ما لا يقع تحت الحواس، ولا تقتضيه بداية العقول. «وانما يعلم بخبر الانبياء عليهم السلام» اهـ (¬5).
وجاء في «تاج العروس»: «الغيب»: كل ما غاب عنك، كأنه مصدر بمعنى الفاعل.
«والغيب» ايضا: ما غاب عن العيون، وان كان محصلا في القلوب، ويقال: سمعت صوتا من وراء الغيب، اي من موضع لا اراه، «والغيب» جمعه «غيوب» اهـ (¬6).
«بالغداة» من قوله تعالى: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ (¬7).
ومن قوله تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ (¬8).
¬_________
(¬1) سورة النمل الآية 75.
(¬2) انظر: المفردات مادة «غيب» ص 366.
(¬3) سورة الزمر الآية 46.
(¬4) سورة البقرة الآية 3.
(¬5) انظر: المفردات مادة «غيب» ص 367.
(¬6) انظر: تاج العروس مادة «غيب» ج 1 ص 416.
(¬7) سورة الأنعام الآية 52.
(¬8) سورة الكهف الآية 28.