كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 1)

قرأ «ابن عامر» «بالغدوة» في الموضعين، أي بضم الغين واسكان الدال، وبعدها واو مفتوحة.
وقرأ الباقون «بالغداة» اي بفتح الغين والدال، والف بعدها (¬1).
التوجيه: قال «الراغب» في مادة «غدا»: الغدوة، والغداة من اول النهار، وقوبل «الغداة» بالعشي، قال تعالى: «بالغداة والعشي» اهـ (¬2). من هذا يتبين ان «الغدوة، والغداة» لغتان بمعنى واحد، وهو انهما ظرف لاول النهار.
وقال صاحب الكشف: «وحجة من قرأ بالف ان «غداة» في كلام العرب نكرة، وادخل عليها الالف واللام للتعريف، و «غدوة» اكثر ما تستعمل معرفة بغير الف ولام ...
ثم قال: «وحجة من قرأ بضم الغين ان بعض العرب ينكر «غدوة» فيصرفها في النكرة، فلما وجدها تنكر ادخل عليها الالف واللام للتعريف اتباعا للخط» اهـ (¬3).
«ثمره» من قوله تعالى: انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ (¬4).
ومن قوله تعالى: كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ (¬5) ومن قوله تعالى: لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ. (¬6)
قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «ثمره» في المواضع الثلاثة بضم الثاء، والميم على انه جمع «ثمرة» مثل: «خشبة وخشب» او على انه جمع «ثمار» مثل «حمار وحمر» و «ثمار» جمع «ثمرة» وحينئذ يكون جمع الجمع.
¬_________
(¬1) قال ابن الجزري: غدوة في غداة كالكهف كتم.
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 51.
والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 208، 397.
(¬2) انظر: المفردات في غريب القرآن ص 358.
(¬3) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 432.
(¬4) سورة الأنعام الآية 99.
(¬5) سورة الأنعام الآية 141.
(¬6) سورة يس الآية 35.

الصفحة 154