كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 1)
كما نزلت «بلى» منزلة الفعل في الامالة (¬1).
وهي حرف تصديق، ووعد، واعلام:
فالاول: بعد الخبر، كقام زيد، وما قام زيد.
والثاني: بعد «افعل» ولا تفعل» وما في معناهما، نحو:
«هلا تفعل، وهلا لم تفعل» وبعد الاستفهام في نحو:
«هلا تعطيني» ويحتمل ان تفسر في هذا بالمعنى الثالث.
والثالث: بعد الاستفهام في نحو: «هل جاءك زيد» ونحو:
فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا (¬2).
وقال «صاحب المقرب» (¬3):
«انها بعد الاستفهام للوعد» غير مطرد لما بيناه قبل (¬4).
ثم قال «ابن هشام»:
وتأتي «نعم» للتوكيد اذا وقعت صدرا نحو: «نعم هذه اطلالهم» والحق انها في ذلك حرف اعلام، وانها جواب لسؤال مقدر.
ولم يذكر «سيبويه» معنى الاعلام البتة، بل قال: «وأما نعم فعدة وتصديق، واما «بلى» فيوجب بها بعد النفي، وكانه رأى انه اذا قيل «هل قام زيد» فقيل «نعم» فهي لتصديق ما بعد الاستفهام» اهـ.
¬_________
(¬1) قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» بامالة «بلى» وشعبة بالفتح والامالة، «والازرق، ودوري أبي عمرو» بالفتح والتقليل.
انظر: المهذب في القراءات العشر ج 1 ص 103.
(¬2) سورة الاعراف الآية 44.
(¬3) هو: علي بن مؤمن بن محمد بن علي الحضرمي، الاشبيلي، المعروف بابن عصفور، عالم، فقيه، نحوي، صرفي، لغوي، مؤرخ، شاعر، له عدة مصنفات منها: الممتع في التصريف، وشرح المقدمة الجزولية في النحو لم يكمل، وشرح ديوان المتنبي، وشرح المقرب في النحو لم يتم، وشرح الجمل للزجاجي، توفي بتونس عام 663 هـ الموافق 1265 م انظر ترجمته في معجم المؤلفين ج 7 ص 251.
(¬4) انظر مغني اللبيب ص 452.