كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 1)

قال «ابن مالك»:
وقيل يا النفس مع الفعل التزم ... نون وقاية
الى ان قال:
واضطرارا خففا ... منى عني بعض من قد سلفا
وفي لدنى لدنى قل «رحما» من قوله تعالى: فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً (¬1).
قرأ «ابن عامر، وابو جعفر، ويعقوب» «رحما» بضم الحاء.
وقرأ الباقون باسكان الحاء (¬2).
والاسكان، والضم، لغتان في كل اسم على ثلاثة احرف اوله مضموم:
والاسكان والاصل، وهو لغة: «تميم- وأسد».
والضم لمجانسة ضم الحرف الاول، وهو لغة «الحجازيين».
قال «الراغب»: «الرحم رحم المرأة» .. ومنه استعير الرحم للقرابة، لكونهم خارجين من رحم واحدة، يقال: رحم: بفتح الراء، وكسر الحاء، ورحم: بضم الراء، وسكون الحاء، قل تعالى: وَأَقْرَبَ رُحْماً اهـ (¬3).
وقال «ابن كثير» في تفسير قوله تعالى: فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً اي ولدا ازكى من هذا، وهما ارحم به منه» اهـ وقال «قتادة»: ابر بوالديه» اهـ (¬4).
¬_________
(¬1) سورة الكهف الآية 81.
(¬2) قال ابن الجزري: رحما كسا ثوى انظر النشر في القراءات العشر ج 2 ص 407.
والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 409. واتحاف فضلاء البشر ص 294.
(¬3) انظر: المفردات في غريب القرآن ص 191.
(¬4) انظر: مختصر تفسير ابن كثير ج 1 ص 431.

الصفحة 191