كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية (اسم الجزء: 1)

وقرأ الباقون، بتخفيف العين، وهو الوجه الثاني «لشعبة» وذلك على الأصل (¬1).
«فعدلك» من قوله تعالى: الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (¬2).
قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «فعدلك» بتخفيف الدال، بمعنى: صرفك عن الخلقة المكروهة، أي عدل بعضك ببعض فصرت معتدل الخلق متناسبه، فلا تفاوت في خلقك.
وقرأ الباقون «فعدلك» بتشديد الدال، بمعنى: سوى خلقك، وعدله، وجعلك في أحسن صورة، وأكمل تقويم، فجعلك قائما، ولم يجعلك كالبهائم متطأطأ (¬3).
«لبدا» من قوله تعالى: يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً (¬4).
قرأ «أبو جعفر» «لبدا» بتشديد الباء، جمع «لا بد» مثل: «ركع، وراكع».
وقرأ الباقون «لبدا» بتخفيف الباء، وجمع «لبدة» مثل: «لعبة، ولعب، ومعنى القراءتان واحد، وهو الكثير بعضه فوق بعض (¬5).
¬_________
(¬1) قال ابن الجزرى: وسعرت من عن مدا صف خلف غد.
انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 359.
والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 325.
والكشف عن وجوه القراءات ح 2 ص 363.
(¬2) سورة الانفطار الآية 7
(¬3) قال ابن الجزرى: وخف كوف عدلا.
انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 360.
والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 326.
والكشف عن وجوه القراءات ح 2 ص 364.
(¬4) سورة البلد الآية 6
(¬5) قال ابن الجزرى: ولبدا ثقل ثرا.
انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 366.
والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 335.
وأتحاف فضلاء البشر ص 439.

الصفحة 607