كتاب معاني القرآن للنحاس (اسم الجزء: 1)

لها غدر كقرون النسا * ء ركبن في يوم ريح وصبر قال: وليس القولان بمتناقضين لانه يروي أنها كانت ريحا باردة تحرق كما تحرق النار.
وقال أبو عبيدة: (صرصر) : شديدة الصوت عاصف (1) .
(معاني النحاس) .
(هـ) كذلك يخطئ أبو جعفر ابن قتيبة - وهو من كبار علماء اللغة - في تفسير آية في سورة الشورى وهي قوله عزوجل: (يدرؤكم فيه) (2) حيث قال ابن قتيبة: يذرؤكم فيه أي في الزوج..قال أبو جعفر: كأن المعنى عنده يخلقكم في بطون الاناث ويكون قوله (فيه) أي في الرحم قال: وهذا خطأ لان الرحم مؤنثة ولم يجر لها ذكر.
والمعنى: أي يخلقكم ويكثركم في الجعل - أي بسبب التوالد - لانه لما قال: (جعل لكم من أنفسكم أزواجا) دل على الجعل كما يقال: من كذب كان شرا يعني الكذب (3) ..إلخ (معاني النحاس) .
(و) كما نراه ينتقد الفراء في قوله سبحانه في سورة الشورى: (ومن آياته خلق السموات والارض وما بث فيهما) (4) حيث يقول: قال الفراء: أراد بث في الارض دون السماء كما قال سبحانه (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) (5) وإنما يخرج من الملح دون
__________
(1) نفس المرجع السابق سورة فصلت.
(2) الآية رقم 11 من سورة الشورى.
(3) نفس المرجع السابق سورة الشورى.
(4) الآية رقم 29 من سورة الشورى.
(5) سورة الرحمن الآية: 22.
(*)

الصفحة 22