كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
100…
لا يؤمن، لأنه يتكبر ويأنف أن يدخل في الإسلام حتى لايكون تحت حكم غيره، وقد كان بقي منهم من هذا النحو عبد الله بن أبي ابن سلول وقصته مشهورة في معاداة الإسلام. [الفتح 111/ 7].
وكان مما صنع الله للأوس والخزرج أن اليهود كانوا معهم في بلادهم، وكانوا أهل الكتاب، وكان الأوس والخزرج أكثر منهم، فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا: إن نبياً سيبعث الآن، قد أظل زمانه نتبعه، فنقتلكم معه، فلما التقوا رسول الله، وكلمهم عرفوا النعت، فقال بعضهم لبعض، لا تسبقنا إليه يهود، فآمنوا وصدقوا.
(جـ) الإسلام يدخل المدينة:
مر دخول الإسلام المدينة بخمس مراحل:
الأولى: في موسم الحج سنة إحدى عشرة من النبوة، حيث مر رسول الله بعقبة منى برجال من شباب يثرب كلهم من الخزرج، فكلمهم وعرض عليهم الإسلام وقرأ أمامهم القرآن، فوافق كلامه ما في نفوسهم من الصفة التي كان يذكرها اليهود للنبي الذي سيبعث، فقال بعضهم لبعض: تعلمون والله ياقوم إنه للنبي الذي توعدكم به يهود، فأسرعوا إلى اجابة دعوته وأسلموا.
وكان عدد الرجال ستة، منهم أسعد بن زرارة، ورافع بن مالك بن العجلان وجابر بن عبد الله بن رئاب ... ولما رجعوا إلى المدينة حملوا إليها رسالة الإسلام، وانتشر ذكر رسول الله في بيوت المدينة.
المرحلة الثانية: وفي موسم حج سنة اثنتي عشرة من النبوة جاء اثنا عشر رجلاً من أهل المدينة، فيهم اثنان من الأوس، واتصل هؤلاء برسول الله عند العقبة بمنى، فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بيعة العقبة الأولى.
وأرسل معهم مصعب بن عمير ليعلم المسلمين شرائع الإسلام.
المرحلة الثالثة: كثر المسلمين في المدينة بعد بيعة العقبة الأولى، فلما قام…